وقال الترمذي: قال محمد - يعني البخاري -: شهر حسن الحديث، وقوى أمره وقال: إنما تكلم فيه ابن عون، ثم إنه روى عن رجل عنه.
وقال أحمد العجلي: ثقة. وروى عباس، عن يحيى بن معين: شهر ثبت.
وقال أبو زرعة وغيره: لا بأس به. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: لا يحتج به، ولا يتدين بحديثه. وقال أبو حاتم الرازي: ليس هو بدون أبي الزبير المكي، ولا يحتج به.
وروى معاوية بن صالح، وأحمد بن زهير، عن يحيى بن معين: ثقة.
وروى النضر بن شميل، عن عبد الله بن عون، قال: إن شهرا تركوه.
وقال صالح بن محمد جزرة: قدم شهر على الحجاج، فحدث بالعراق ولم يوقف منه على كذب، وكان رجلا يتنسك. وقال: قال أبو حفص الفلاس: كان يحيى بن سعيد القطان لا يحدث عن شهر. وكان عبد الرحمن يحدث عنه.
قلت: يعني الاحتجاج وعدمه.
وروى يحيى بن أبي بكير الكرماني، عن أبيه، قال: كان شهر بن حوشب على بيت المال، فأخذ خريطة فيها دراهم فقيل فيه:
لقد باع شهر دينه بخريطة
فمن يأمن القراء بعدك يا شهر
أخذت بها شيئا طفيفا
وبعته من ابن جرير إن هذا هو الغدر
قلت: إسنادها منقطع، ولعلها وقعت، وتاب منها، أو أخذها متأولا أن له في بيت مال المسلمين حقا، نسأل الله الصفح.
فأما رواية يحيى القطان، عن عباد بن منصور، قال: حججت مع شهر بن حوشب فسرق عيبتي: فما أدري ما أقول.
ومن مليح قول شهر: من ركب مشهورا من الدواب، ولبس مشهورا من الثياب، أعرض الله عنه، وإن كان كريما.
قلت: من فعله ليعز الدين، ويرغم المنافقين، ويتواضع مع ذلك للمؤمنين، ويحمد رب العالمين، فحسن. ومن فعله بذخا وتيها وفخرا أذله الله وأعرض عنه ; فإن عوتب ووعظ فكابر وادعى أنه ليس بمختال ولا تياه فأعرض عنه فإنه أحمق، مغرور بنفسه.