ونقل بعضهم أن وزيرا له قدم له هدية سنية منها: خمسمائة ألف دينار، وأربعمائة رطل تبرا وألفا ألف درهم، ومائة وثمانون رطلا من العود، ومائة أوقية من المسك، وخمسمائة أوقية عنبر، وثلاثمائة أوقية كافور، وثلاثون ثوبا خاما، وست سرادقات وعشرة قناطير سمور وأربعة آلاف رطل حرير، وألف ترس، وثمانمائة تجفاف وخمسة عشر حصانا، وعشرون بغلا، وأربعون مملوكا، ومائة فرس، وعشرون سرية وضيعتان، وألف جسر، كل جسر قيمته ألف درهم، فلقبه ذا الوزارتين، ورفع قدره.
وقد توفي الناصر قبل تتمة زخرفة مدينة الزهراء، فأتمها ابنه المستنصر، وبها جامع عديم المثل، وكذا منارته.
قال ابن عبد ربه: لي أرجوزة ذكرت فيها غزواته.
افتتح سبعين حصنا من أعظم الحصون، وقد مدحته الشعراء.
قلت: توفي في شهر رمضان سنة خمسين وثلاثمائة وله اثنتان وسبعون عاما، رحمه الله.
وقد كنت ذكرت ترجمته مع جدهم، فأعدتها بزوائد وفوائد، وإذا كان الرأس عالي الهمة في الجهاد، احتملت له هنات، وحسابه على الله، أما إذا أمات الجهاد، وظلم العباد، وللخزائن أباد، فإن ربك لبالمرصاد.