فلما نزلوا، لم يبت تلك الليلة، يطوف في أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- حتى أتى عليا، فقال: أين أذهب؟ أذهب إلى الكفر! فدخل علي على رسول الله، فقال: إن هذا لم يدعنا نبيت هذه الليلة، قال: أين يذهب؟ إلى الكفر؟ قال: قولوا لصفوان: فليلحق. .
روى نحوه القواريري، عن سليم بن أخضر، عن ابن عون، عن الحسن، عن صاحب زاد النبي - صلى الله عليه وسلم- نحوه.
عروة، عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم- في قصة الإفك حمد الله، ثم قال: أما بعد: أشيروا علي في أناس أبنوا أهلي، وايم الله إن علمت على أهلي من سوء قط، وأبنوهم بمن والله إن علمت عليه سوءا قط.
ابن يونس: أخبرنا يونس، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن صفوان بن المعطل، قال: ضرب حسان بن ثابت بالسيف في هجاء هجاه به، فأتى حسان النبي - صلى الله عليه وسلم- فاستعداه عليه. فلم يقده منه، وعقل له جرحه، وقال: إنك قلت قولا سيئا.
رواه معمر، فلم يذكر ابن المسيب.
قلت: الذي قاله حسان:
أمسى الجلابيب قد عزوا وقد كثروا
وابن الفريعة أمسى بيضة البلد
فغضب صفوان، وقال: يعرض بي! ووقف له ليلة، حتى مر حسان، فيضربه بالسيف ضربة كشط جلدة رأسه. فكلم النبي - صلى الله عليه وسلم- حسان، ورفق به، حتى عفا ; فأعطاه - صلى الله عليه وسلم- سيرين أخت مارية لعفوه، فولدت له ابنه عبد الرحمن.
وقد روي: أن صفوان شكته زوجته أنه ينام حتى تطلع الشمس. فسأله النبي - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك. فقال: إنا أهل بيت معروفون بذلك.
فهذا بعيد من حال صفوان أن يكون كذلك، وقد جعله النبي - صلى الله عليه وسلم- على ساقة الجيش: فلعله آخر باسمه.
قال الواقدي: مات صفوان بن المعطل سنة ستين بسميساط.
وقال خليفة: مات بالجزيرة. وكان على ساقة النبي - صلى الله عليه وسلم- وكان شاعرا.