الطبراني: حدثنا أبو شعيب، حدثنا يحيى البابلتي عن صفوان بن عمرو، عن عبد الله بن بسر -رضي الله عنه- قال: قال أبي لأمي: لو صنعت طعاما لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصنعت ثريدة، فانطلق أبي، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوضع النبي -صلى الله عليه وسلم- يده على ذروتها، وقال: خذوا بسم الله، فأخذوا من نواحيها فلما طعموا قال: اللهم ارحمهم، واغفر لهم، وبارك لهم في رزقهم.
قال دحيم: صفوان أكبر من حريز، وقدمه وأثنى عليه. وقال أبو حاتم: ثقة. وقال الدارقطني: يعتبر به.
أخبرنا أحمد بن إسحاق، أخبرنا الفتح بن عبد السلام، أخبرنا محمد بن عمر، وأبو غالب محمد بن علي، ومحمد بن أحمد الطرائفي قالوا: أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد، أنبأنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن، حدثنا جعفر بن محمد، حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي، حدثنا بقية، حدثني صفوان بن عمرو، حدثني سليم بن عامر، حدثني جبير بن نفير، أنه سمع أبا الدرداء، وهو في آخر صلاته، وقد فرغ من التشهد، يتعوذ بالله من النفاق. فأكثر التعوذ منه. فقال جبير: وما لك يا أبا الدرداء أنت والنفاق؟! فقال: دعنا عنك، دعنا عنك. فوالله إن الرجل ليقلب عن دينه في الساعة الواحدة فيخلع منه. إسناده صحيح.
ومن النفاق الأصغر الرجل يتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا، ولا يظن أنها تبلغ ما بلغت يهوي بها في النار سبعين خريفا.
وأما النفاق الأكبر، وإن كان الرجل يعلم من نفسه أنه مسلم، فعليه أن يتعوذ بالله من النفاق والشرك، فإنه لا يدري بما يختم له، فربما أصبح مؤمنا وأمسى كافرا، نعوذ بوجه الله الكريم من ذلك.