أخبرنا إسحاق بن أبي بكر، أخبرنا يوسف بن خليل، أخبرنا أبو المكارم اللبان، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن بدر، حدثنا حماد بن مدرك، حدثنا عثمان بن طالوت، حدثنا عبد السلام بن هاشم، عن الحر بن أبي الحصين العنبري قال: مر طاوس برواس قد أخرج رأسا فغشي عليه.
وروى عبد الله بن بشر الرقي قال: كان طاوس إذا رأى تلك الرءوس المشوية، لم يتعش تلك الليلة. سمعه منه معمر بن سليمان.
وبه إلى أبي نعيم، حدثنا الطبراني، حدثنا إسحاق، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس أو غيره أن رجلا كان يسير مع طاوس، فسمع غرابا ينعب فقال: خير، فقال طاوس: أي خير عند هذا أو شر؟ لا تصحبني، أو قال: لا تمش معي.
وبه إلى عبد الرزاق سمعت النعمان بن الزبير الصنعاني يحدث أن محمد بن يوسف، أو أيوب بن يحيى بعث إلى طاوس بسبعمائة دينار أو خمسمائة، وقيل للرسول: إن أخذها الشيخ منك، فإن الأمير سيحسن إليك ويكسوك، فقدم بها على طاوس الجند، فأراده على أخذها، فأبى فغفل طاوس، فرمى بها الرجل في كوة البيت، ثم ذهب وقال لهم: قد أخذها، ثم بلغهم عن طاوس شيء يكرهونه فقال: ابعثوا إليه، فليبعث إلينا بمالنا، فجاءه الرسول، فقال: المال الذي بعث به الأمير إليك، قال ما قبضت منه شيئا، فرجع الرسول، وعرفوا أنه صادق، فبعثوا إليه الرجل الأول، فقال: المال الذي جئتك به يا أبا عبد الرحمن، قال: هل قبضت منك شيئا؟ قال: لا، ثم نظر حيث وضعه، فمد يده فإذا بالصرة قد بنى العنكبوت عليها، فذهب بها إليهم.