أبو معاوية وغيره: حدثنا أبو مالك الأشجعي، عن أبي حبيبة مولى لطلحة، قال: دخلت على علي مع عمران بن طلحة بعد وقعة الجمل، فرحب به وأدناه، ثم قال: إني لأرجو أن يجعلني الله وأباك ممن قال فيهم: ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين فقال رجلان جالسان، أحدهما الحارث الأعور: الله أعدل من ذلك أن يقبلهم ويكونوا إخواننا في الجنة، قال: قوما أبعد أرض وأسحقها. فمن هو إذا لم أكن أنا وطلحة! يا ابن أخي: إذا كانت لك حاجة، فأتنا.
وعن أبي هريرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لقد رأيتني يوم أحد، وما قربي أحد غير جبريل عن يميني، وطلحة عن يساري " فقيل في ذلك:
وطلحة يوم الشعب آسى محمدا
لدى ساعة ضاقت عليه وسدت
وقاه بكفيه الرماح فقطعت
أصابعه تحت الرماح فشلت
وكان إمام الناس بعد محمد
أقر رحا الإسلام حتى استقرت
وعن طلحة قال: عقرت يوم أحد في جميع جسدي حتى في ذكري.
قال ابن سعد حدثنا محمد بن عمر، حدثني إسحاق بن يحيى، عن جدته سعدى بنت عوف، قالت: قتل طلحة وفي يد خازنه ألف ألف درهم ومائتا ألف درهم، وقومت أصوله وعقاره ثلاثين ألف ألف درهم.
أعجب ما مر بي قول ابن الجوزي في كلام له على حديث قال: وقد خلف طلحة ثلاث مائة حمل من الذهب.
وروى سعيد بن عامر الضبعي، عن المثنى بن سعيد قال: أتى رجل عائشة بنت طلحة فقال: رأيت طلحة في المنام، فقال: قل لعائشة تحولني من هذا المكان ; فإن النز قد آذاني. فركبت في حشمها، فضربوا عليه بناء واستثاروه. قال: فلم يتغير منه إلا شعيرات في إحدى شقي لحيته، أو قال رأسه، وكان بينهما بضع وثلاثون سنة.
وحكى المسعودي أن عائشة بنته هي التي رأت المنام.
وكان قتله في سنة ست وثلاثين في جمادى الآخرة، وقيل في رجب، وهو ابن ثنتين وستين سنة أو نحوها، وقبره بظاهر البصرة.