أبو هشام الرفاعي: حدثنا يحيى، حدثنا أبو بكر، قال: دخلت على عاصم فأغمي عليه، ثم أفاق ثم قرأ قوله تعالى:(ثم ردوا إلى الله) الآية فهمز فعلمت أن القراءة منه سجية.
قلت: كان عاصم ثبتا في القراءة، صدوقا في الحديث، وقد وثقه أبو زرعة وجماعة، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وقال الدارقطني: في حفظه شيء يعني: للحديث لا للحروف، وما زال في كل وقت يكون العالم إماما في فن مقصرا في فنون. وكذلك كان صاحبه حفص بن سليمان ثبتا في القراءة، واهيا في الحديث، وكان الأعمش بخلافه كان ثبتا في الحديث، لينا في الحروف، فإن للأعمش قراءة منقولة في كتاب " المنهج " وغيره لا ترتقي إلى رتبة القراءات السبع، ولا إلى قراءة يعقوب وأبي جعفر. والله أعلم.
قال النسائي: عاصم ليس بحافظ.
توفي عاصم في آخر سنة سبع وعشرين ومائة وقال إسماعيل بن مجالد: توفي في سنة ثمان وعشرين ومائة، قلت: حديثه في الكتب الستة، لكن في " الصحيحين " متابعة، وهذا الحديث أعلى ما وقع لي من حديث عاصم بيني وبينه سبعة أنفس. قرأت على إسحاق بن طارق، أخبركم يوسف بن خليل، أنبأنا خليل بن بدر، وعلي بن قادشاه (ح) وأنبأني عن خليل وعلي أحمد بن سلامة أن أبا علي الحداد أخبرهما، قال: أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا عبد الله بن فارس حدثنا محمد بن عاصم، حدثنا سفيان بن عيينة، قال عاصم، عن زر، قال: أتيت صفوان بن عسال فقال لي: ما جاء بك؟ فقلت: ابتغاء العلم، قال: فإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يطلب وذكر الحديث.