للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنفقها في مسجد أسه التقى

ومنحته دين النبي محمد

ترى الذهب الناري بين سموكه

يلوح كلمع البارق المتوقد

وقال أيضا:

بنيت لأهل الدين بالغرب مسجدا

ليركع للرحمن فيه ويسجدا

جمعت له الأكفاء من كل صانع

فقام بمن الله بيتا ممجدا

فما لبثوه غير حول وما خلا

إلى أن أقاموه منيعا مشيدا

وزخرف بالأصباغ منه سقوفه

كما تمم الوشاء بردا مقصدا

وبالذهب الرومي موه وجهه

فبورك من بان لذي العرش مسجدا

وكملت أبهاء الجامع سبعة أبهاء، ثم زاد من بعده حفيده الحكم الربضي بهوين، ثم زاد عبد الرحمن بن الحكم بهوين، فصارت أحد عشر بهوا، ثم زاد المنصور بن أبي عامر ثمانية أبهاء، وعمل جامع إشبيلية وسورها بعد المائتين.

قال ابن بشكوال: كان عدد القومة لجامع قرطبة في مدة المنصور وقبلها ثلاث مائة رجل.

وقال ابن مزين: في قبلته انحراف. وقد ركب الحكم المستنصر بالله مع الوزراء والقاضي منذر البلوطي وقد هم بتحريف القبلة، فقالوا: يا أمير المؤمنين، قد صلى بهذه القبلة خيار الأئمة والتابعون، وإنما فضل من فضل بالاتباع، وأمير المؤمنين أولى من اتبع. فترك القبلة بحالها.