للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعمل " المعجم " في مجلد، و " الموافقات " في مجلد، واختصر " صحيح مسلم " و " سنن أبي داود "، وتكلم على رجاله، وعزاه إلى " الصحيحين " أو أحدهما أو لينه، وصنف شرحا كبيرا " للتنبيه " في الفقه وصنف " الأربعين "، وغير ذلك.

وقرأ القراءات على أبي الثناء حامد بن أحمد الأرتاجي، وتفقه على الإمام أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد القرشي الشافعي، وأخذ العربية عن أبي الحسين يحيى بن عبد الله الأنصاري.

قال الحافظ عز الدين الحسيني درس شيخنا بالجامع الظافري، ثم ولي مشيخة الدار الكاملية، وانقطع بها عاكفا على العلم، وكان عديم النظير في علم الحديث على اختلاف فنونه ثبتا حجة ورعا متحريا، قرأت عليه قطعة حسنة من حديثه وانتفعت به كثيرا.

قلت: حدث عنه أبو الحسين اليونيني، وأبو محمد الدمياطي، والشرف الميدومي، والتقي عبيد، والشيخ محمد القزاز، والفخر بن عساكر، وعلم الدين الدواداري، وقاضي القضاة ابن دقيق العيد، وعبد القادر بن محمد الصعبي، وإسحاق بن إبراهيم الوزيري، والحسين بن أسد بن الأثير، وعلي بن إسماعيل بن قريش المخزومي، والعماد بن الجرائدي، وأبو العباس بن الدفوفي، ويوسف بن عمر الختني، وخلق سواهم، ودرس بالجامع الظافري مدة قبل مشيخة الكاملة، وكان يقول: إنه سمع من الحافظ عبد الغني، ولم نظفر بذلك، وأجاز له مروياته، وكان متين الديانة، ذا نسك وورع وسمت وجلالة.

قال شيخنا الدمياطي: هو شيخي ومخرجي، أتيته مبتدئا، وفارقته معيدا له في الحديث.

ثم قال: توفي في رابع ذي القعدة سنة ست وخمسين وستمائة ورثاه غير واحد بقصائد حسنة.

وقال الشريف عز الدين أيضا: كان شيخنا زكي الدين عالما بصحيح الحديث وسقيمه، ومعلوله وطرقه، متبحرا في معرفة أحكامه ومعانيه ومشكله، قيما بمعرفة غريبه وإعرابه واختلاف ألفاظه، إماما حجة.