للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى ابن السماك، عن ابن شبرمة قال: من بالغ في الخصومة أثم، ومن قصر فيها خصم. ولا يطيق الحق من بالى على من دار الأمر. وروى ابن المبارك، عن ابن شبرمة قال: عجبت للناس يحتمون من الطعام مخافة الداء ولا يحتمون من الذنوب مخافة النار.

قال أحمد العجلي: كان عيسى بن موسى لا يقطع أمرا دون ابن شبرمة. قال: فبعث أبو جعفر المنصور إلى عيسى بعمه عبد الله بن علي ليحبسه، ثم كتب إليه أن اقتله، فإنه. . . . وإنه. . . فاستشار ابن شبرمة، فقال له: لم يرد المنصور غيرك؟! وكان عيسى ولي العهد. فقال: ما ترى؟ قال: احبسه واكتب إليه أنك قتلته. ففعل. فجاء أخوه عبد الله إلى عيسى فقال: إن أمير المؤمنين كتب إلي أن اقتله، فقد قتلته، فرجعوا إلى أبي جعفر فقال: كذب، لأقيدنه به. فارتفعوا إلى القاضي. فلما حققوا على عيسى أخرجه إليهم. فقال أبو جعفر: قتلني الله إن لم أقتل الأعرابي -يريد ابن شبرمة - فإن عيسى لا يعرف هذا. قال: فما زال ابن شبرمة مختفيا حتى مات بخراسان. سيره إليها عيسى بن موسى.

روى ابن فضيل عن أبيه، قال: كان ابن شبرمة، ومغيرة، والحارث العكلي يسهرون في الفقه، فربما لم يقوموا إلى الفجر. توفي سنة أربع وأربعين ومائة أرخه أبو نعيم والمدائني.