قلت: هو أحب إليك، أو الزهري، عن عروة، عن عائشة؟ فقال: هو أحب إلي. وروى علي بن الحسن الهسنجاني عن أحمد بن صالح، قال: عبيد الله في نافع أحب إلي من مالك. وقال أبو زرعة وأبو حاتم: ثقة. وقال النسائي: ثقة ثبت. قلت: كان ابن شهاب يقدم قريشا على الناس وعلى مواليهم، فقال قطن بن إبراهيم النيسابوري، عن الحسين بن الوليد قال: كنا عند مالك، فقال: كنا عند الزهري ومعنا عبيد الله بن عمر، ومحمد بن إسحاق، فأخذ الكتاب ابن إسحاق فقرأ. فقال: انتسب. قال: أنا محمد بن إسحاق بن يسار. قال: ضع الكتاب من يدك. قال: فأخذه مالك، فقال: انتسب. قال: أنا مالك بن أنس الأصبحي. فقال: ضع الكتاب. فأخذه عبيد الله فقال: انتسب. قال: أنا عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب. قال: اقرأ. فجميع ما سمع أهل المدينة يومئذ بقراءة عبيد الله.
وروى محمد بن عبد العزيز، عن عبد الرزاق، سمعت عبيد الله بن عمر قال: لما نشأت، فأردت أن أطلب العلم، فجعلت آتي أشياخ آل عمر رجلا رجلا، فأقول: ما سمعت من سالم؟ فكلما أتيت رجلا منهم قال: عليك بابن شهاب، فإن ابن شهاب كان يلزمه. قال: وابن شهاب بالشام حينئذ. فلزمت نافعا، فجعل الله في ذلك خيرا كثيرا، وروي عن سفيان بن عيينة قال: قدم علينا عبيد الله بن عمر الكوفة، فاجتمعوا عليه، فقال: شنتم العلم، وأذهبتم نوره لو أدركنا عمر وإياكم أوجعنا ضربا.
قال أبو بكر بن منجويه: كان عبيد الله من سادات أهل المدينة، وأشراف قريش فضلا وعلما وعبادة، وشرفا وحفظا، وإنفاقا.
قلت: كان أخوه عبد الله بن عمر يهابه، ويجله، ويمتنع من الرواية مع وجود عبيد الله. فما حدث حتى توفي عبيد الله.
قال الهيثم بن عدي: مات سنة سبع وأربعين ومائة وقال غيره: مات سنة خمس وأربعين أو في التي قبلها.