للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال محمد بن بركة الحلبي: سمعت عثمان بن خرزاذ يقول: يحتاج صاحب الحديث إلى خمس، فإن عدمت واحدة، فهي نقص، يحتاج إلى عقل جيد، ودين وضبط وحذاقة بالصناعة، مع أمانة تعرف منه.

قلت: الأمانة جزء من الدين، والضبط داخل في الحذق، فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون تقيا ذكيا، نحويا لغويا، زكيا حييا، سلفيا، يكفيه أن يكتب بيده مائتي مجلد، ويحصل من الدواوين المعتبرة خمسمائة مجلد، وأن لا يفتر من طلب العلم إلى الممات، بنية خالصة وتواضع، وإلا فلا يتعن.

قال سليمان بن أحمد الطبراني: أخبرنا عثمان بن خرزاذ في كتابه - وقد رأيته-: دخلنا عليه بأنطاكية وهو عليل مسبوت، فلم أسمع منه شيئا، وعاش بعد خروجي من أنطاكية ثلاث سنين ونيفا.

وقال أبو يعقوب الأذرعي: توفي عثمان بن خرزاذ بأنطاكية في ذي الحجة، سنة إحدى وثمانين ومائتين.

وأما أبو سعيد بن يونس، فقال: مات في المحرم سنة اثنتين وثمانين وكذا أرخه عمرو بن دحيم.

أخبرنا عمر بن عبد المنعم بن عمر بن عبد الله بن عذير الدمشقي مرات، أخبرنا عبد الصمد بن محمد القاضي، سنة تسع وستمائة، وأنا في الرابعة، أخبرنا علي بن المسلم الفقيه، أخبرنا الحسين بن طلاب، أخبرنا محمد بن أحمد الغساني، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن صدقة، حدثنا عثمان بن خرزاذ، حدثنا المشرف بن أبان، حدثنا عمرو بن جرير، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خير موضع في المسجد خلف الإمام.

عمرو بن جرير هو: أبو سعيد البجلي، كذبه أبو حاتم.