وقال عباس العنبري: كان يحيى القطان ربما قال: لا أحدث شهرا ولا أحدث كذا، فحدثت أنه حدث ابن المديني قبل انقضاء الشهر. قال: فكلمت يحيى في ذلك، فقال: إني أستثني عليا، ونحن نستفيد منه أكثر مما يستفيد منا.
وقال يحيى بن معين: علي من أروى الناس عن يحيى القطان، أرى عنده أكثر من عشرة آلاف، عنده عنه أكثر من مسدد. كان يحيى يدني عليا وكان صديقه.
قال أبو قدامة السرخسي: سمعت عليا يقول: رأيت كأن الثريا تدلت حتى تناولتها.
قال أبو قدامة: صدق الله رؤياه، بلغ في الحديث مبلغا لم يبلغه أحد.
قال يعقوب الفسوي: سمعت عبد الرحمن بن أبي عباد القلزمي - وكان من أصحاب علي - قال: جاءنا علي ابن المديني يوما، فقال: رأيت في هذه الليلة كأني مددت يدي فتناولت أنجما. فمضينا معه إلى معبر، فقال: ستنال علما، فانظر كيف تكون. فقال له بعض أصحابنا: لو نظرت في الفقه - كأنه يريد الرأي - فقال: إن اشتغلت بذاك انسلخت مما أنا فيه.
أنبأنا أحمد بن سلامة، عن ابن بوش، عن أبي سعد الصيرفي، عن محمد بن علي الصوري، سمعت عبد الغني بن سعيد، سمعت وليد بن القاسم سمعت أبا عبد الرحمن النسائي يقول: كأن الله خلق علي ابن المديني لهذا الشأن.
قال إبراهيم بن معقل: سمعت البخاري يقول: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي ابن المديني.
قال عباس العنبري: بلغ علي ما لو قضي أن يتم على ذلك، لعله كان يقدم على الحسن البصري، كان الناس يكتبون قيامه وقعوده ولباسه، وكل شيء يقول أو يفعل أو نحو هذا. يعقوب الفسوي: قال علي ابن المديني: صنفت " المسند " مستقصى، وخلفته في المنزل، وغبت في الرحلة، فخالطته الأرضة، فلم أنشط بعد لجمعه.