ومنهم من لم يحمل عليه في شيء من الحديث، وحمل عليه في مذهبه، وقالوا: كان يحمل على علي. والمشهور أنه كان يقدم عثمان. ولذلك تجنب كثير من قدماء الكوفيين الرواية عنه.
ومنهم من قال: إنه مع شهرته لم يرو عنه كبير أحد وليس الأمر عندنا كما قال هؤلاء. وأرواهم عنه: إسماعيل بن أبي خالد، وكان ثقة ثبتا وبيان بن بشر، وكان ثقة ثبتا - وذكر جماعة.
وقال عبد الرحمن بن خراش: هو كوفي جليل، ليس في التابعين أحد روى عن العشرة إلا قيس بن أبي حازم.
وروى معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال: قيس بن أبي حازم أوثق من الزهري، ومن السائب بن يزيد.
وروى أحمد بن أبي خيثمة، عن ابن معين: ثقة. وكذا وثقه غير واحد.
وروى علي بن المديني أن يحيى بن سعيد قال له: قيس بن أبي حازم منكر الحديث، قال: ثم ذكر له يحيى أحاديث مناكير، منها حديث كلاب الحوأب.
وقال أبو سعيد الأشج: سمعت أبا خالد الأحمر يقول لابن نمير: يا أبا هشام أما تذكر إسماعيل بن أبي خالد وهو يقول: حدثنا قيس بن أبي حازم، هذه الأسطوانة - يعني أنه في الثقة مثل هذه الأسطوانة.
وقال يحيى بن أبي غنية: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، قال: كبر قيس حتى جاز المائة بسنين كثيرة حتى خرف، وذهب عقله، قال: فاشتروا له جارية سوداء أعجمية، قال: وجعل في عنقها قلائد من عهن وودع وأجراس من نحاس، فجعلت معه في منزله، وأغلق عليه باب. قال: وكنا نطلع إليه من وراء الباب وهو معها، قال: فيأخذ تلك القلائد بيده فيحركها، ويعجب منها، ويضحك في وجهها. رواها يحيى بن سليمان الجعفي عن يحيى.
روى أحمد بن زهير، عن ابن معين، قال: مات سنة سبع أو ثمان وتسعين.
وقال خليفة وأبو عبيد: مات سنة ثمان وتسعين.
وقال الهيثم بن عدي: مات في آخر خلافة سليمان بن عبد الملك وشذ الفلاس فقال: مات سنة أربع وثمانين.