للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه: أنه قال: يا رسول الله، قد أنزل الله في الشعراء ما أنزل. قال: إن المجاهد، مجاهد بسيفه ولسانه ; والذي نفسي بيده لكأنما ترمونهم به نضح النبل.

قال ابن سيرين: أما كعب، فكان يذكر الحرب، يقول: فعلنا ونفعل، ويتهددهم. وأما حسان، فكان يذكر عيوبهم وأيامهم. وأما ابن رواحة، فكان يعيرهم بالكفر.

وقد أسلمت دوس فرقا من بيت قاله كعب:

نخيرها ولو نطقت لقالت

قواطعهن دوسا أو ثقيفا

عن ابن المنكدر، عن جابر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال لكعب بن مالك: ما نسي ربك لك وما كان ربك نسيا بيتا قلته. قال: ما هو؟ قال: أنشده يا أبا بكر، فقال: زعمت سخينته أن ستغلب ربها وليغلبن مغالب الغلاب.

عن الهيثم، والمدائني: أن كعبا مات سنة أربعين. .

وروى الواقدي: أنه مات سنة خمسين.

وعن الهيثم بن عدي أيضا: أنه توفي سنة إحدى وخمسين.

وقصة توبة الثلاثة في الصحيح وشعره منه في السيرة.

الواقدي: حدثنا ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بين الزبير وبين كعب بن مالك.

قال الزبير: فلقد رأيت كعبا أصابته الجراحة بأحد، فقلت: لو مات، فانقلع عن الدنيا، لورثته ; حتى نزلت: وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله فصارت المواريث بعد للأرحام والقرابات، وانقطعت حين نزلت وأولو الأرحام تلك المواريث بالمواخاة. وفي رواية ابن إسحاق: آخى النبي - صلى الله عليه وسلم- بين كعب وطلحة.

وقد أنشد كعب عليا قوله في عثمان، رضي الله عنهم:

فكف يديه ثم أغلق بابه

وأيقن أن الله ليس بغافل

وقال لمن في داره لا تقاتلوا

عفا الله عن كل امرئ لم يقاتل

فكيف رأيت الله صب عليهم العداوة

والبغضاء بعد التواصل

وكيف رأيت الخير أدبر عنهم

وولى كإدبار النعام الجوافل