وقال البرقاني: سألت الدارقطني عنه، فقال: صاحب سنة يخرج حديثه. ثم قال: إنما أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاوس ومجاهد حسب.
قال أبو بكر الخطيب: حدث عنه أيوب السختياني، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف، وبين وفاتيهما خمس، وقيل: أربع، وقيل: ثلاث، وقيل: اثنتان وسبعون سنة.
وقال مطين: مات ليث سنة ثمان وثلاثين ومائة. وقال أبو بكر بن محمويه، وابن حبان: مات سنة ثلاث وأربعين ومائة وقد استشهد به البخاري في صحيحه. وروى له مسلم مقرونا بأبي إسحاق الشيباني، والباقون من الستة. وقد قال عبد الوارث: كان ليث من أوعية العلم، وقال أبو بكر بن عياش: كان من أكثر الناس صلاة وصياما فإذا وقع على شيء لم يرده.
وقال ابن شوذب، عن ليث، قال: أدركت الشيعة الأولى بالكوفة وما يفضلون على أبي بكر وعمر أحدا.
قال ابن حبان: ليث بن أبي سليم واسمه أنس، ولد بالكوفة، وكان معلما بها، وكان من العباد، ولكن اختلط في آخر عمره، حتى كان لا يدري ما يحدث به، فكان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، ويأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم. كل ذلك كان منه في اختلاطه، تركه يحيى القطان، وابن مهدي، وأحمد، وابن معين.
روى ليث عن مجاهد عن ابن عمر، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: الزنى يورث الفقر حدثناه الحسن بن سفيان، حدثنا حرملة، حدثنا ابن وهب، حدثنا الماضي بن محمد عنه.
وليث عن مجاهد، عن عائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا كثرت ذنوب العبد، ولم يكن له من العمل ما يكفرها، ابتلاه الله بالحزن رواه عنه زائدة.
مؤمل بن الفضل: سألت عيسى بن يونس عن ليث، فقال: قد رأيته وكان قد اختلط، وكنت ربما مررت به ارتفاع النهار، وهو على المنارة يؤذن.