وروى رياح القيسي عنه قال: ما من أعمال البر شيء، إلا ودونه عقيبة، فإن صبر صاحبها، أفضت به إلى روح، وإن جزع، رجع. وقيل: دخل عليه لص، فما وجد ما يأخذ، فناداه مالك: لم تجد شيئا من الدنيا، فترغب في شيء من الآخرة؟ قال: نعم. قال: توضأ، وصل ركعتين، ففعل ثم جلس وخرح إلى المسجد. فسئل من ذا؟ قال: جاء ليسرق فسرقناه. عن سلم الخواص قال: قال مالك بن دينار: خرج أهل الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب شيء فيها، قيل: وما هو؟ قال: معرفة الله تعالى.
وروى جعفر بن سليمان، عن مالك قال: إن الصديقين إذا قرئ عليهم القرآن طربت قلوبهم إلى الآخرة. ثم يقول: خذوا، فيتلو، ويقول: اسمعوا إلى قول الصادق من فوق عرشه. قال محمد بن سعد: مالك ثقة، قليل الحديث، كان يكتب المصاحف.
وقال جعفر بن سليمان، حدثنا مالك بن دينار قال: أتينا أنسا أنا وثابت ويزيد الرقاشي، فنظر إلينا فقال: ما أشبهكم بأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- لأنتم أحب إلي من عدة ولدي إلا أن يكونوا في الفضل مثلكم، إني لأدعو لكم في الأسحار.
قال الدارقطني: مالك بن دينار ثقة، ولا يكاد يحدث عنه ثقة.
قال السري بن يحيى: قال مالك بن دينار: إنه لتأتي علي السنة لا آكل فيها لحما إلا من أضحيتي يوم الأضحى.
قال سليمان التيمي: ما أدركت أحدا أزهد من مالك بن دينار. جعفر بن سليمان، سمعت مالكا يقول: وددت أن الله يجمع الخلائق، فيأذن لي أن أسجد بين يديه، فأعرف أنه قد رضي عني، فيقول لي: كن ترابا.
قال رياح بن عمرو القيسي: سمعت مالك بن دينار يقول: دخل علي جابر بن زيد، وأنا أكتب، فقال: يا مالك ما لك عمل إلا هذا؟ تنقل كتاب الله، هذا والله الكسب الحلال. وعن شعبة، قال: كان أدم مالك بن دينار في كل سنة بفلسين ملح.