وقال أبو حاتم البستي: كان من سادات القراء، لا يتمالك البكاء إذا قرأ حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وكان يصفر لحيته ورأسه بالحناء.
وقال أبو القاسم اللالكائي: كان المنكدر خال عائشة، فشكا إليها الحاجة، فقالت: إن لي شيئا يأتيني، أبعث به إليك فجاءتها عشرة آلاف، فبعثت بها إليه، فاشترى جارية، فولدت له محمدا، وأبا بكر، وعمر.
وقال مالك: كان ابن المنكدر سيد القراء.
وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: حدثنا يحيى بن الفضل الأنيسي، سمعت بعض من يذكر عن محمد بن المنكدر، أنه بينا هو ذات ليلة قائم يصلي إذ استبكى، فكثر بكاؤه حتى فزع له أهله، وسألوه، فاستعجم عليهم، وتمادى في البكاء، فأرسلوا إلى أبي حازم فجاء إليه، فقال: ما الذي أبكاك؟ قال: مرت بي آية، قال: وما هي؟ قال: وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون فبكى أبو حازم معه، فاشتد بكاؤهما.
وروى عفيف بن سالم، عن عكرمة بن إبراهيم، عن ابن المنكدر، أنه جزع عند الموت، فقيل له: لم تجزع؟ قال: أخشى آية من كتاب الله. وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون فأنا أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب.
قال ابن عيينة: كان لمحمد بن المنكدر جار مبتلى، فكان يرفع صوته بالبلاء، وكان محمد يرفع صوته بالحمد.
قال عبد العزيز الأويسي: حدثنا مالك قال: كان محمد بن المنكدر لا يكاد أحد يسأله عن حديث إلا كان يبكي.
وعن ابن المنكدر قال: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت. أبو خالد الأحمر، عن محمد بن سوقة، عن ابن المنكدر قال: إن الله يحفظ العبد المؤمن في ولده وولد ولده، ويحفظه في دويرته ودويرات حوله، فما يزالون في حفظ أو في عافية ما كان بين ظهرانيهم. وسمعت ابن المنكدر يقول: نعم العون على تقوى الله الغنى.