أزهر، عن ابن عون، قال: كانوا إذا ذكروا عند محمد رجلا بسيئة ذكره هو بأحسن ما يعلم. وجاءه ناس فقالوا: إنا نلنا منك فاجعلنا في حل. قال: لا أحل لكم شيئا حرمه الله.
جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، قال: قدمت الكوفة وأنا أريد أن أشتري البز، فأتيت ابن سيرين بالكوفة، فساومته، فجعل إذا باعني صنفا من أصناف البز، قال: هل رضيت؟ فأقول: نعم، فيعيد ذلك علي ثلاث مرات، ثم يدعو رجلين فيشهدهما، وكان لا يشتري ولا يبيع بهذه الدراهم الحجاجية. فلما رأيت ورعه، ما تركت شيئا من حاجتي أجده عنده إلا اشتريته، حتى لفائف البز.
أبو كدينة، عن ابن عون، قال: كان ابن سيرين إذا وقع عنده درهم زيف، أو ستوق لم يشتر به، فمات يوم مات، وعنده خمس مائة زيوفا. وستوقة.
عبد الوهاب بن عطاء، أنبأنا ابن عون، قال: كانت وصية محمد بن سيرين: ذكر ما أوصى به محمد بن أبي عمرة أهله وبنيه، أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم، وأن يطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين، وأوصاهم بما أوصى به إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون. وأوصاهم أن لا يدعوا أن يكونوا إخوان الأنصار ومواليهم في الدين ; فإن العفاف والصدق خير وأبقى وأكرم من الزنا والكذب، وأوصى فيما ترك: إن حدث بي حدث قبل أن أغير وصيتي. . فذكر الوصية.
محمد بن سعد: أنبأنا بكار بن محمد السيريني، حدثني أبي عن أبيه عبد الله بن محمد بن سيرين قال: لما ضمنت على أبي دينه، قال لي بالوفاء؟ قلت: بالوفاء. فدعا لي بخير. فقضى عبد الله عنه ثلاثين ألف درهم، فما مات عبد الله حتى قومنا ماله بثلاث مائة ألف درهم أو نحوها.
قال أيوب السختياني: أنا زررت على محمد القميص - يعني لما كفنه.
وروى أيوب، عن محمد أنه كان يأمر أن يجعل لقميص الميت أزرار ويكفن.