للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخبرنا أبو الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن، أنبأنا أبو محمد بن قدامة، أنبأنا أبو الفتح بن البطي أنبأنا علي بن محمد بن محمد الخطيب، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا إسماعيل الصفار، أنبأنا أحمد بن منصور، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود: أن رجلا مر برجل وهو ساجد، فوطئ على رقبته، فقال: ويحك، أتطأ على رقبتي وأنا ساجد!؟ لا والله لا يغفر الله لك هذا أبدا، فقال الله: أيتألى علي؟ فإني قد غفرت له.

وبه: أنبأنا معمر، عن رجل من قريش رفع الحديث، قال: يقول الله: " إن أحب عبادي إلي الذين يتحابون في، والذين يعمرون مساجدي، والذين يستغفرون بالأسحار، أولئك الذين إذا أردت بخلقي عذابي ذكرتهم فصرفت عذابي عن خلقي ".

قال أبو محمد بن حميد المعمري: قال معمر: لقد طلبنا هذا الشأن وما لنا فيه نية، ثم رزقنا الله النية من بعد.

وقال عبد الرزاق: أنبأنا معمر قال: كان يقال: إن الرجل يطلب العلم لغير الله، فيأبى عليه العلم حتى يكون لله.

قلت: نعم، يطلبه أولا، والحامل له حب العلم، وحب إزالة الجهل عنه، وحب الوظائف، ونحو ذلك. ولم يكن علم وجوب الإخلاص فيه، ولا صدق النية، فإذا علم، حاسب نفسه، وخاف من وبال قصده، فتجيئه النية الصالحة كلها أو بعضها، وقد يتوب من نيته الفاسدة ويندم. وعلامة ذلك أنه يقصر من الدعاوى وحب المناظرة، ومن قصد التكثر بعلمه، ويزري على نفسه، فإن تكثر بعلمه، أو قال: أنا أعلم من فلان فبعدا له

قال هشام بن يوسف القاضي: عرض معمر على همام بن منبه هذه الأحاديث، وسمع منها سماعا نحوا من ثلاثين حديثا.