للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن عفيف: من أخباره المحفوظة: أن أمير المؤمنين عمل في بعض سطوح الزهراء قبة بالذهب والفضة، وجلس فيها، ودخل الأعيان، فجاء منذر بن سعيد، فقال له الخليفة كما قال لمن قبله: هل رأيت أو سمعت أن أحدا من الخلفاء قبلي فعل مثل هذا؟ فأقبلت دموع القاضي تتحدر، ثم قال: والله ما ظننت يا أمير المؤمنين أن الشيطان يبلغ منك هذا المبلغ، أن أنزلك منازل الكفار، قال: لم؟ فقال: قال الله عز وجل: ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة إلى قوله: والآخرة عند ربك للمتقين فنكس الناصر رأسه طويلا، ثم قال: جزاك الله عنا خيرا وعن المسلمين، الذي قلت هو الحق، وأمر بنقض سقف القبة.

وخطب يوما فأعجبته نفسه، فقال: حتى متى أعظ ولا أتعظ، وأزجر ولا أزدجر، أدل على الطريق المستدلين، وأبقى مقيما مع الحائرين، كلا إن هذا لهو البلاء المبين. اللهم فرغبني لما خلقتني له، ولا تشغلني بما تكفلت لي به.

وقد استغرق مرة في خطبته بجامع الزهراء فأدخل فيها أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين فتخير الناصر لخطابة الزهراء أحمد بن مطرف إذا حضر الناصر.

توفي منذر في انسلاخ ذي الحجة سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.

وقد سمع عن عبيد الله بن يحيى بن يحيى، وأخذ عن ابن المنذر " كتاب الإشراف ".