إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا سفيان بن عيينة، قال: كان بالمدينة شيخ يقال له: شرحبيل أبو سعد، وكان من أعلم الناس بالمغازي. قال: فاتهموه أن يكون يجعل لمن لا سابقة له سابقة. وكان قد احتاج، فأسقطوا مغازيه وعلمه، قال إبراهيم: فذكرت هذا لمحمد بن طلحة بن الطويل، ولم يكن أحد أعلم بالمغازي منه، فقال لي: كان شرحبيل أبو سعد عالما بالمغازي، فاتهموه أن يكون يدخل فيهم من لم يشهد بدرا، ومن قتل يوم أحد، والهجرة ومن لم يكن منهم، وكان قد احتاج، فسقط عند الناس، فسمع بذلك موسى بن عقبة، فقال: وإن الناس قد اجترءوا على هذا؟! فدب على كبر السن، وقيد من شهد بدرا، وأحدا، ومن هاجر إلى الحبشة والمدينة، وكتب ذلك.
وقال إبراهيم: حدثنا محمد بن الضحاك، سمعت المسور بن عبد الملك المخزومي يقول لمالك: يا أبا عبد الله، فلان كلمني يعرض عليك، وقد شهد جده بدرا. فقال مالك: لا تدري ما يقولون، من كان في كتاب موسى بن عقبة قد شهد بدرا، فقد شهدها، ومن لم يكن في كتاب موسى، فلم يشهد بدرا.
قال أحمد بن أبي خيثمة: كان يحيى بن معين يقول: كتاب موسى بن عقبة عن الزهري من أصح هذه الكتب.
وقال أحمد، ويحيى، وأبو حاتم، والنسائي: موسى ثقة. وروى المفضل بن غسان، عن يحيى بن معين، قال: موسى بن عقبة ثقة، يقولون: روايته عن نافع فيها شيء، وسمعت ابن معين يضعف موسى بعض الضعف.
قلت: قد روى عباس الدوري وجماعة، عن يحيى توثيقه. فليحمل هذا التضعيف على معنى أنه ليس هو في القوة عن نافع كمالك، ولا عبيد الله. وكذلك روى إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، عن يحيى بن معين قال: ليس موسى بن عقبة في نافع مثل عبيد الله بن عمر ومالك.
قلت: احتج الشيخان بموسى بن عقبة، عن نافع ولله الحمد. قلنا: ثقة وأوثق منه، فهذا من هذا الضرب.