وهذه المسألة لم تتبرهن لي كما ينبغي، والذي اتضح لي منها أن من دخل في بدعة، ولم يعد من رءوسها، ولا أمعن فيها، يقبل حديثه كما مثل الحافظ أبو زكريا بأولئك المذكورين، وحديثهم في كتب الإسلام لصدقهم وحفظهم.
قال معاذ بن هشام: مكث أبي - يعني عاش - ثماني وسبعين سنة.
قلت: فهذا يدل على أنه أسن من أبي حنيفة وشعبة، وأنه ولد في حياة جابر بن عبد الله وطائفة من الصحابة.
قال أبو الحسن الميموني: حدثنا أحمد بن حنبل، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: مات هشام بن أبي عبد الله سنة اثنتين وخمسين ومائة كان بينه وبين قتادة سبع سنين - يعني في المولد -. وقال زيد بن الحباب: دخلت عليه سنة ثلاث وخمسين ومائة ومات بعد ذلك بأيام. وقال أبو الوليد وعمرو الفلاس: مات سنة أربع وخمسين.
قلت: حديثه في الدواوين كلها إلا " الموطأ ".
أخبرنا الأئمة: يحيى بن أبي منصور، وعبد الرحمن بن محمد، والمسلم بن محمد، وعلي بن أحمد، وأحمد بن عبد السلام إجازة، أنبأنا عمر بن محمد، أنبأنا هبة الله بن الحصين، أنبأنا محمد بن غيلان، أنبأنا محمد بن عبد الله، حدثنا محمد بن شداد المسمعي، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس قال: لأحدثنكم حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمعته يقول:" إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويكثر الجهل، ويظهر الزنا، ويشرب الخمر، وتقل الرجال، وتكثر النساء، حتى تكون في الخمسين امرأة القيم الواحد ".
أخرجه البخاري. عن مسلم بن إبراهيم، وحفص بن عمر، عن هشام الدستوائي نحوه.