قال الخليلي: سمعت علي بن أحمد بن صالح المقرئ، حدثنا الحسن بن علي الطوسي، سمعت محمد بن طرخان، سمعت هشام بن عمار، يقول: قصدت باب مالك، فهجمت عليه بلا إذن، فأمر غلاما له، حتى ضربني سبعة عشر ضرب السلاطين. وأخرجت، فقعدت على بابه أبكي، ولم أبك للضرب ; بل بكيت حسرة، فحضر جماعة. قال: فقصصت عليهم، فشفعوا في، فأملى علي سبعة عشر حديثا.
قال محمد بن خريم الخريمي: سمعت هشام بن عمار، يقول في خطبته: قولوا الحق، ينزلكم الحق منازل أهل الحق يوم لا يقضى إلا بالحق. معروف بن محمد بن معروف الواعظ، عن أبي المستضيء معاوية بن أوس السكسكي من أهل بيت قوفا، قال: رأيت هشام بن عمار إذا مشى أطرق إلى الأرض لا يرفع رأسه إلى السماء حياء من الله عز وجل.
قلت: وكان هشام خطيبا بليغا صاحب بديهة.
روى عنه عبدان الجواليقي، قال: ما أعدت خطبة منذ عشرين سنة. ثم قال عبدان: ما كان في الدنيا مثله.
وقال أبو زرعة الرازي: من فاته هشام بن عمار، يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث.
قال أبو بكر أحمد بن المعلى القاضي: رأيت هشام بن عمار في النوم، والمشايخ متوافرون، سليمان بن عبد الرحمن وغيره، وهو يكنس المسجد، فماتوا، وبقي هو آخرهم.
قال ابن حبان البستي: كانت أذناه لاصقتين برأسه، وكان يخضب بالحناء.
قلت: لم يخرج له الترمذي سوى حديث سوق الجنة رواه عن محمد بن إسماعيل البخاري عنه، ورواه ابن ماجه عاليا عنه. ووقع لي عاليا في أمالي أبي الحسين بن سمعون، رواه عن شيخ ليس بثقة، يقال له: أحمد بن سليمان بن زبان الكندي، عن هشام. وابن زبان هو آخر من زعم في الدنيا، أنه سمع من هشام، وبقي بعده إلى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وله جزء مشهور.
قال الفسوي: سمعت هشام بن عمار، يقول: سمعت من سعيد بن بشير مجلسا مع أصحابنا، فلم أكتبه، وسمعت الكثير من بكير بن معروف.