وقال أحمد بن سلمة النيسابوري الحافظ: كان هناد - رحمه الله - كثير البكاء، فرغ يوما من القراءة لنا، فتوضأ وجاء إلى المسجد، فصلى إلى الزوال، وأنا معه في المسجد، ثم رجع إلى منزله، فتوضأ، وجاء فصلى بنا الظهر، ثم قام على رجليه يصلي إلى العصر، يرفع صوته بالقرآن، ويبكي كثيرا. ثم إنه صلى بنا العصر، وأخذ يقرأ في المصحف، حتى صلى المغرب. قال: فقلت لبعض جيرانه: ما أصبره على العبادة، فقال: هذه عبادته بالنهار منذ سبعين سنة، فكيف لو رأيت عبادته بالليل، وما تزوج قط، ولا تسرى، وكان يقال له: راهب الكوفة.
قال أبو العباس الثقفي: مات في يوم الأربعاء آخر يوم من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
قلت: عاش إحدى وتسعين سنة. ولا يشتبه ب: هناد بن السري الصغير الدارمي.