للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن عاصم بن عمر أن إسلام عمرو بن الجموح تأخر، وكان له صنم يقال له مناف، وكان فتيان بني سلمة قد آمنوا، فكانوا يمهلون، حتى إذا ذهب الليل دخلوا بيت صنمه فيطرحونه في أنتن حفرة منكسا، فإذا أصبح عمرو غمه ذلك، فيأخذه فيغسله ويطيبه، ثم يعودون لمثل فعلهم، فأبصر عمرو شأنه وأسلم، وقال أبياتا منها:

والله لو كنت إلها لم تكن

أنت وكلب وسط بئر في قرن

أف لمثواك إلها مستدن

فالآن فتشناك عن شر الغبن

روى محمد بن مسلم، عن عمرو بن دينار (ح) وفطر بن خليفة، عن حبيب بن أبي ثابت (ح)، وابن عيينة، عن ابن المنكدر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " يا بني سلمة، من سيدكم؟ قالوا: الجد بن قيس، وإنا لنبخله. قال: وأي داء أدوى من البخل؟! بل سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموح ".

قال الواقدي: لم يشهد بدرا - كان أعرج - ولما خرجوا يوم أحد منعه بنوه، وقالوا: عذرك الله. فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشكوهم، فقال: " لا عليكم أن لا تمنعوه ; لعل الله يرزقه الشهادة ".

قالت امرأته هند أخت عبد الله بن عمرو بن حرام: كأني أنظر إليه قد أخذ درقته وهو يقول: اللهم لا تردني. فقتل هو وابنه خلاد.

إسرائيل: عن سعيد بن مسروق، عن أبي الضحى: أن عمرو بن الجموح قال لبنيه: أنتم منعتموني الجنة يوم بدر، والله لإن بقيت لأدخلن الجنة. فلما كان يوم أحد، قال عمر: لم يكن لي هم غيره، فطلبته، فإذا هو في الرعيل الأول.

قال مالك: كفن هو وعبد الله بن عمرو بن حرام في كفن واحد.