وقال محمد بن خلف التيمي: أخبرنا وكيع قال: أتيت الأعمش، فقلت: حدثني. قال: ما اسمك؟ قلت: وكيع. قال: اسم نبيل. ما أحسب إلا سيكون لك نبأ، أين تنزل من الكوفة؟ قلت: في بني رؤاس. قال: أين من منزل الجراح بن مليح؟ قلت: ذاك أبي، وكان على بيت المال، قال لي: اذهب، فجئني بعطائي، وتعال حتى أحدثك بخمسة أحاديث. فجئت إلى أبي، فأخبرته، قال: خذ نصف العطاء، واذهب، فإذا حدثك بالخمسة، فخذ النصف الآخر حتى تكون عشرة، فأتيته بنصف عطائه، فوضعه في كفه، وقال: هكذا؟ ثم سكت، فقلت: حدثني، فأملى علي حديثين، فقلت: وعدتني بخمسة. قال: فأين الدراهم كلها؟ أحسب أن أباك أمرك بهذا، ولم يدر أن الأعمش مدرب، قد شهد الوقائع؟ اذهب فجئني بتمامه، فجئته، فحدثني بخمسة، فكان إذا كان كل شهر، جئته بعطائه، فحدثني بخمسة أحاديث.
قال قاسم بن يزيد الجرمي: كان الثوري يدعو وكيعا، وهو غلام فيقول: يا رؤاسي! تعال، أي شيء سمعت؟ فيقول: حدثني فلان بكذا، وسفيان يتبسم، ويتعجب من حفظه.
قال ابن عمار: ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث من وكيع، وكان جهبذا، سمعته يقول: ما نظرت في كتاب منذ خمس عشرة سنة إلا في صحيفة يوما، فقلت له: عدوا عليك بالبصرة أربعة أحاديث غلطت فيها. قال: وحدثتهم بعبادان بنحو من ألف وخمسمائة، أربعة أحاديث ليست بكثيرة في ذلك.
قال يحيى بن معين: سمعت وكيعا يقول: ما كتبت عن الثوري قط، كنت أتحفظ، فإذا رجعت إلى المنزل، كتبتها.
قال محمد بن عمران الأخنسي: سمعت يحيى بن يمان يقول: نظر سفيان إلى عيني وكيع، فقال: لا يموت هذا الرؤاسي حتى يكون له شأن. فمات سفيان، وجلس وكيع مكانه.
قال أحمد بن أبي الحواري: قلت لأبي بكر بن عياش: حدثنا. قال: قد كبرنا، ونسينا الحديث، اذهب إلى وكيع في بني رؤاس.