علي بن الحسين بن حبان، عن أبيه، سمعت ابن معين يقول: ما رأيت أفضل من وكيع، قيل: ولا ابن المبارك؟ قال: قد كان ابن المبارك له فضل، ولكن ما رأيت أفضل من وكيع، كان يستقبل القبلة، ويحفظ حديثه، ويقوم الليل، ويسرد الصوم، ويفتي بقول أبي حنيفة رحمه الله، وكان قد سمع منه كثيرا.
قال صالح بن محمد جزرة: سمعت يحيى بن معين يقول: ما رأيت أحدا أحفظ من وكيع. فقال له رجل: ولا هشيم؟ فقال: وأين يقع حديث هشيم من حديث وكيع؟ قال الرجل: إني سمعت علي بن المديني يقول: ما رأيت أحدا أحفظ من يزيد بن هارون. فقال: كان يزيد يتحفظ، كانت له جارية تحفظه من كتاب
قال قتيبة: سمعت جريرا يقول: جاءني ابن المبارك، فقلت له: يا أبا عبد الرحمن، من رجل الكوفة اليوم؟ فسكت عني، ثم قال: رجل المصرين وكيع.
تمتام حدثنا يحيى بن أيوب، حدثني بعض أصحاب وكيع الذين كانوا يلزمونه، أن وكيعا كان لا ينام حتى يقرأ جزءه من كل ليلة ثلث القرآن، ثم يقوم في آخر الليل، فيقرأ المفصل، ثم يجلس، فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر.
وقال أبو سعيد الأشج: حدثنا إبراهيم بن وكيع، قال: كان أبي يصلي، فلا يبقى في دارنا أحد إلا صلى حتى جارية لنا سوداء.
عباس: حدثنا يحيى بن معين: سمعت وكيعا يقول كثيرا: وأي يوم لنا من الموت؟ ورأيته أخذ في كتاب " الزهد " يقرؤه، فلما بلغ حديثا منه، ترك الكتاب، ثم قام، فلم يحدث، فلما كان من الغد، وأخذ فيه، بلغ ذلك المكان، قام أيضا، ولم يحدث، حتى صنع ذلك ثلاثة أيام. قلت ليحيى: وأي حديث هو؟ قال: حديث كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل.
قال ابن عمار: كان وكيع يصوم الدهر، ويفطر يوم الشك والعيد، وأخبر أنه كان يشتكي إذا أفطر في هذه الأيام.