قالوا: توفي يحيى بن سعيد في صفر سنة ثمان وتسعين ومائة قبل موت ابن مهدي وابن عيينة بأربعة أشهر - رحمهم الله تعالى.
قال أبو بكر بن أبي داود: حدثني أبي، عن محمد بن سعيد الترمذي قال: قدمت البصرة أكتب الحديث، وكان يحيى بن سعيد القطان يجلس على موضع مرتفع، ويمر به أصحاب الحديث واحدا واحدا، يحدث كل إنسان بحديث، فمررت به لأسأله، فقال لي: اصعد، واقرأ حدرا، واقرأ من سورة واحدة، فقرأت: إذا زلزلت فسقط مغشيا عليه، فأصابه خشبة جزار.
قال أبو بكر: قال أبي: عن علي بن عبد الله، قال: فما رأينا إلا جنازته. قال أبي: قال محمد بن سعيد: وقرأت على عبد الرحمن بن مهدي، فأصابه نحو ذلك.
قال عبد الصمد بن سليمان: سمعت أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - يقول: انتهى العلم إلى أربعة: إلى ابن المبارك، ووكيع، ويحيى القطان، وعبد الرحمن، فأما ابن المبارك فأجمعهم، وأما وكيع فأسردهم، وأما يحيى، فأتقنهم، وأما عبد الرحمن، فجهبذ. ثم قال: ما رأيت أحفظ ولا أوعى للعلم من وكيع، لا أشبه بأهل النسك.
قال محمد بن عبد الله بن عمار: قال يحيى بن سعيد: لا تنظروا إلى الحديث، ولكن انظروا إلى الإسناد، فإن صح الإسناد، وإلا فلا تغتروا بالحديث إذا لم يصح الإسناد.