قلت: عامة الناس كنوه هكذا. وروى أبو يحيى صاعقة، عن ابن المديني قال: كنيته أبو نصر.
قال سليمان بن بلال: كان يحيى بن سعيد قد ساءت حالته، وأصابه ضيق شديد، وركبه الدين، فبينما هو كذاك إذ جاءه كتاب أبي جعفر المنصور يستقضيه، فوكلني بأهله، وقال لي: والله ما خرجت وأنا أجهل شيئا. فلما قدم العراق كتب إلي، قلت لك ذاك القول، وإنه والله لأول خصمين جلسا بين يدي، فاقتصا شيئا، والله ما سمعته قط، فإذا جاءك كتابي هذا، فسل ربيعة بن أبي عبد الرحمن، واكتب إلي ما يقول، ولا تعلمه. هذه حكاية منكرة، فإن ربيعة كان قد مات. رواها إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن يحيى بن محمد بن طلحة من ولد أبي بكر، عن سليمان، وزاد فيها: فلما خرجت إلى العراق شيعته. . فكان أول ما استقبله جنازة، فتغير وجهي، فقال: كأنك تغيرت؟ فقلت: اللهم لا طير إلا طيرك. فقال: والله لئن صدق طيرك، لينعشن أمري، فمضى فما أقام إلا شهرين حتى قضى دينه، وأصاب خيرا.
قال عبد الله بن بشر الطالقاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: يحيى بن سعيد الأنصاري أثبت الناس.
وقال حماد بن زيد: قدم أيوب من المدينة، فقيل له: من أفقه من خلفت بها؟ قال: يحيى بن سعيد الأنصاري.
أبو صالح: حدثنا الليث، عن عبيد الله بن عمر، قال: كان يحيى بن سعيد يحدثنا فيسح علينا مثل اللؤلؤ، إذا طلع ربيعة، فقطع حديثه إجلالا لربيعة وإعظاما.
علي بن مسهر: سمعت سفيان يقول: أدركت من الحفاظ ثلاثة: إسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن أبي سليمان، ويحيى بن سعيد الأنصاري، قلت: فالأعمش؟ فأبى أن يجعله معهم.