أخبرنا العقيلي: حدثنا سليمان بن داود القطان بالري: سمعت عبد الله بن عبد الرحمن قال: قدمت الكوفة حاجا، وأودعت يحيى كتبا لي، فلما رجعت جحدها، وأنكر، فرفقت به، فلم ينفع، قال: فصايحته، واجتمع الناس علينا، فقام إلى وراقه، فأخذ بيدي، فنحاني، وقال: إن أمسكت، تخلصت. فأمسكت، فإذا الوراق قد جاءني بالكتب، وكانت مشدودة في خرقة ولبد، فإذا الشد مغير، فنظرت في الأجزاء، فإذا فيها علامات بالحمرة، ولم يكن نظر فيها أحد، وإذا أكثر العلامات على مروان الطاطري، عن سليمان بن بلال، وعبد العزيز الدراوردي، فافتقدت منها جزأين.
وقال النسائي: ليس بثقة، وقال مرة: ضعيف.
وأما يحيى بن معين: فروى عنه عباس: أبو يحيى الحماني ثقة، وابنه ثقة.
وقال أحمد بن زهير عنه: يحيى الحماني ثقة.
وروى عنه عثمان بن سعيد: صدوق مشهور، ما بالكوفة مثله، ما يقال فيه إلا من حسد.
وقال أبو حاتم: سألت ابن معين عنه، فأجمل القول فيه، وقال: ما له؟ كان يسرد مسنده أربعة آلاف سردا، وحديث شريك ثلاثة آلاف وخمسمائة كمثل. ذكر أبو حاتم نحو عشرة آلاف. ثم قال: كان أحد المحدثين.
وقال عن ابن معين عبد الخالق بن منصور: صدوق ثقة.
وقال أحمد بن منصور الرمادي: هو عندي أوثق من أبي بكر بن أبي شيبة، وما يتكلمون فيه إلا من الحسد.
قلت: الجرح مقدم، وأحمد والدارمي بريئان من الحسد.
قال عثمان بن سعيد: كان يحيى الحماني فيه غفلة، لم يقدر أن يصون نفسه كما يفعل أصحاب الحديث، ربما يجيء رجل، فيفتري عليه، وفي رواية: فيسبه، وربما يلطمه.
وقال أحمد بن زهير، عن ابن معين: ما كان بالكوفة في أيامه رجل يحفظ معه، وهؤلاء يحسدونه.