جعفر الطيالسي: سمعت ابن معين يقول: لما قدم عبد الوهاب بن عطاء، أتيته، فكتبت عنه، فبينا أنا عنده، إذ أتاه كتاب من أهله، فقرأه، وأجابهم، فرأيته، وقد كتب على ظهره: قدمت بغداد، وقبلني يحيى بن معين. والحمد لله رب العالمين.
قال أبو عبيد الآجري: قلت لأبي داود: أيما أعلم بالرجال يحيى أو علي؟ قال: يحيى، وليس عندي من خبر أهل الشام شيء.
قال عبد المؤمن النسفي: سألت أبا علي صالح بن محمد: من أعلم بالحديث يحيى بن معين أو أحمد بن حنبل؟ فقال: أحمد أعلم بالفقه، والاختلاف، وأما يحيى، فأعلم بالرجال والكنى.
محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سمعت علي ابن المديني يقول: كنت إذا قدمت إلى بغداد منذ أربعين سنة، كان الذي يذاكرني أحمد، فربما اختلفنا في الشيء، فنسأل أبا زكريا، فيقوم فيخرجه، ما كان أعرفه بموضع حديثه.
وقال أبو الحسن بن البراء: سمعت ابن المديني يقول: ما رأيت يحيى استفهم حديثا قط ولا رده.
بكر بن سهل: حدثنا عبد الخالق بن منصور، قلت لابن الرومي: سمعت بعض أصحاب الحديث يحدث بأحاديث يحيى، ويقول: حدثني من لم تطلع الشمس على أكبر منه. فقال: وما تعجب؟ سمعت علي ابن المديني يقول: ما رأيت في الناس مثله.
وعن ابن المديني قال: ما أعلم أحدا كتب ما كتب يحيى بن معين.
وقال أبو الحسن بن البراء، سمعت عليا يقول: لا نعلم أحدا من لدن آدم كتب من الحديث ما كتب يحيى.
قال أحمد بن عقبة، سألت يحيى بن معين: كم كتبت من الحديث؟ قال: كتبت بيدي هذه ستمائة ألف حديث - قلت: يعني بالمكرر.
قال صالح بن أحمد الحافظ: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله، سمعت أبي، يقول: خلف يحيى من الكتب مائة قمطر، وأربعة عشر قمطرا، وأربعة حباب شرابية مملوءة كتبا.