روى الأصمعي عن مؤمل بن إسماعيل قال: جاء رجل شامي إلى سوق الخزازين فقال: عندك مطرف بأربعمائة فقال يونس بن عبيد: عندنا بمائتين، فنادى المنادي: الصلاة. فانطلق يونس إلى بني قشير ليصلي بهم. فجاء وقد باع ابن أخته المطرف من الشامي، بأربعمائة، فقال: ما هذه الدراهم؟ قال: ثمن ذاك المطرف، فقال: يا عبد الله هذا المطرف الذي عرضته عليك بمائتي درهم. فإن شئت فخذه وخذ مائتين، وإن شئت فدعه. قال: من أنت؟ قال: أنا رجل من المسلمين. قال: أسألك بالله من أنت؟ وما اسمك؟ قال: يونس بن عبيد. قال: فوالله إنا لنكون في نحر العدو، فإذا اشتد الأمر علينا قلنا: اللهم رب يونس فرج عنا، أو شبيه هذا. . .
فقال يونس: سبحان الله، سبحان الله! إسنادها مرسل.
وقال أمية بن خالد: جاءت امرأة يونس بن عبيد بجبة خز، فقالت له: اشترها. قال: بكم؟ قالت: بخمسمائة. قال: هي خير من ذلك. قالت: بستمائة قال: هي خير من ذلك. فلم يزل حتى بلغت ألفا. وكان يشتري الإبريسم من البصرة فيبعث به إلى وكيله بالسوس، وكان وكيله يبعث إليه بالخز. فإن كتب وكيله إليه: إن المتاع عندهم زائد، لم يشتر منهم أبدا حتى يخبرهم أن وكيله كتب إليه أن المتاع عندهم زائد.
قال بشر بن المفضل: جاءت امرأة بمطرف خز إلى يونس بن عبيد تعرضه عليه، فقال لها: بكم؟ قالت: بستين درهما. فألقاه إلى جاره، فقال: كيف تراه؟ قال: بعشرين ومائة. قال أرى ذاك ثمنه، أو نحوا من ثمنه. فقال لها: اذهبي فاستأمري أهلك في بيعه بخمس وعشرين ومائة. قالت: قد أمروني أن أبيعه بستين. قال: ارجعي فاستأمريهم.
وقال سعيد بن عامر الضبعي: حدثنا أسماء بن عبيد، سمعت يونس بن عبيد يقول: ليس شيء أعز من شيئين: درهم طيب، ورجل يعمل على سنة.