حكم القوط الغربيون أسبانيا حتى أول القرن الثامن الميلادي، عندما فتحها المسلمون بقيادة طارق بن زياد، وبدأ الفتح الإسلامي في عام ٩٣ هـ - ٧١١م، ومن ثم أخضع المسلمون كل المملكة القوطية الغربية تقريبا بحلول عام ١٠٠هـ - ٧١٨م، وبقيت فقط المنطقة الجبلية الضيقة عبر أقصى شمالي أسبانيا مستقلة عن حكم المسلمين، ومن ثم أصبح الكثيرون من الشعب الأسباني مسلمين لما رأوه من سماحة الإسلام، وكان للمسلمين حضارة أكثر تقدما مما كان لدى أوربا في العصور الوسطى، وحقق المسلمون اكتشافات عظيمة في الرياضيات والطب والفلك وفي حقول دراسية أخرى، وكانوا أيضا قد حفظوا الكثير من كتابات الحضارات اليونانية والرومانية والشرق أوسطية القديمة وزادوا عليها، وفي أسبانيا جعل المسلمون هذه الأعمال متاحة للعلماء الأوربيين، وأنشئوا أيضا الكثير من المباني في أسبانيا، وشمل ذلك المساجد الجميلة والقلاع الحصينة التي تسمى القصور، وقد انهار حكم المسلمين لأسبانيا خلال أوائل القرن الحادي عشر الميلادي في عصر ملوك الطوائف، ومن ثم تجزأت البلاد إلى دويلات صغيرة عديدة ومدن مستقلة.