الإمارات العربية في العصر الإسلامي: عندما بعث الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الإسلام، أسّس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة. وبعد فتح مكة، بدأ بدعوة الأمصار المجاورة إلى الدخول في الإسلام. وكانت منطقة الخليج العربي من أوائل المناطق التي أرسل لها الرسول من يدعوها للدخول في دين الله؛ فقد أرسل النبي عمرو بن العاص السّهمي إلى منطقة عمان وصحار، كما أرسل أبا العلاء الحضرميّ إلى البحرين. وقد أسلم أهل الخليج في عهد الرسول وحسن إسلام كثير منهم. غير أن الذي حدث بعد وفاته هو أن عددا كبيرا من الناس ارتد عن الإسلام في منطقة عمان وما جاورها. فأرسل الخليفة أبو بكر ثلاثة جيوش كبيرة كان أولها بقيادة عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه، والثاني بقيادة حذيفة ابن محصن الأزدي رضي الله عنه، والثالث بقيادة عرفجة رضي الله عنه. وقد وصلت هذه الجيوش الإسلامية إلى مدينة دبا التي لا تزال موجودة اليوم على ساحل دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان لقيط بن مالك قائد المرتدين قد لجأ إليها. ودارت الحرب في دبا وانتصرت الجيوش الإسلامية وقّتل لقيط وعادت المنطقة إلى الإسلام، كما عادت اليمن والبحرين أيضا عن ردتهما.
الخليج وأوروبا: كانت البرتغال أول الأقطار الأوروبية التي وصلت إلى الخليج عندما قام فاسكو دي جاما باكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح المؤدي إلى الهند. وقد جالت سفن البرتغاليين في مياه الخليج وبمرور الزمن أصبحت المسيطرة على الملاحة وأصبحت تنقل البضائع بين الهند وإفريقيا وأوروبا. ولم يكتف البرتغاليون بالسيطرة على الملاحة والتجارة بل حاولوا السيطرة على بلاد الخليج، وكانوا يمارسون البطش والوحشية في تنفيذ سياستهم.