وقد خضعت البحرين للحكم البرتغالي في عام ٩٢٨هـ، ١٥٢١م ثم تلا ذلك خضوعها للحكم الفارسي، ولم تطل فترة سيطرة الفرس على الجزيرة؛ لأن عرب الهولة وهم من قبائل بني كعب الذين يقيمون على الشاطئ الإيراني للخليج العربي نزلوا بالجزيرة بزعامة شيخ أسالو وأخضعوها لسيطرتهم، وانتهى حكم شيخ أسالو في عام ١١٧١هـ، ١٧٥٧م، عندما جاءت قوات كبيرة من الموانئ الفارسية المقابلة بزعامة الشيخ ناصر المذكور حاكم بوشهر وهم من عرب المطاريش، وغزت الجزيرة، وأخضعت عرب الهولة لسلطانهم، واستمر حكمها حتى عام ١١٩٧هـ، ١٧٨٣م، حين جاءت مجموعات عربية من الجزيرة العربية على رأسها الشيخ خليفة بن محمد مؤسس الأسرة الحاكمة الحالية. وفي عام ١٢٧٨هـ، ١٨٦١م ارتبطت البحرين باتفاقيات مع بريطانيا، وتولّت بريطانيا إدارة شؤونها الخارجية، وفي عهد الشيخ عيسى بن علي آل خليفة استقرت الأوضاع في الجزيرة، ونشطت الحركة التجارية نشاطا ملحوظا وسريعا، وأقبلت عليها أعداد وفيرة من السكان. وبعد اكتشاف النفط عام ١٣٥١هـ، ١٩٣٢م، واستغلاله تجاريا عمت البلاد موجة من الرخاء، كان لها أثر كبير في هجرة كثير من السكان إلى هذه الجزر الصغيرة.
وفي عام ١٣٩١هـ،١٩٧١م تم الانسحاب البريطاني من الخليج العربي، كما صاحب نهاية هذا العام حصول البحرين على استقلالها، وتم التحاقها بجامعة الدول العربية وبالأمم المتحدة. وفي عام ١٤٠٢هـ، ١٩٨١م كونت البحرين مع غيرها من دول شرق الجزيرة العربية اتحاد مجلس التعاون لدول الخليج العربية بهدف تعاون تلك الدول في المجالات العسكرية والاقتصادية.