للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يونيو ١٩٩١م بدأت يوغوسلافيا في الانقسام على نفسها بعد أن أعلنت كل من كرواتيا وسلوفينيا استقلالهما. وما لبث أن عقد استفتاء عام في فبراير ومارس من عام ١٩٩٢م على الاستقلال في البوسنة والهرسك. وكان الغرض من هذا الاستفتاء أن يقرر السكان ما يريدون لمستقبل بلادهم. فقاطع معظم الصرب هذا الاستفتاء. بيد أن أغلبية سكان الجمهورية من كروات وبوسنيين صوتوا لصالح الاستقلال وعندها أعلنت البوسنة والهرسك الاستقلال.

عارض عدد كبير من الصرب الذين يعيشون في البوسنة والهرسك إعلان الاستقلال. وبدأ الصرب الذين كان يساندهم الجيش اليوغوسلافي القومي حربا ضد كل من لم يكن صربيا. واستولوا على ما يقرب من ثلثي أراضي البوسنة والهرسك خلال شهرين. وسعى الصرب إلى إخراج كل من لم يكن صربيا من الأراضي البوسنية التي ادعوها لأنفسهم. وأطلق على تلك السياسة التي انتهجوها سياسة التطهير العرقي.

وفي سنة ١٩٩٥م، اتفق ممثلو البوسنة وصربيا وكرواتيا على خطة للسلام في دايتون بولاية أوهايو الأمريكية في شهر نوفمبر، ووقعت اتفاقية السلام بباريس في شهر ديسمبر من نفس العام. قسمت الاتفاقية البوسنة إلى قسمين: قسم يسيطر عليه اتحاد فيدرالي من المسلمين والكروات يمثل ٥١% من مساحة البلاد، وآخر يسيطر عليه الصرب البوسنيين يمثل ٤٩% من مساحة البلاد. وبموجب الاتفاقية تمت الموافقة على وقف أعمال العنف، وعودة اللاجئين إلى ديارهم،. ووضع بموجب الاتفاقية ٦٠,٠٠٠ جندي من حلف شمال الأطلسي لمراقبة وقف إطلاق النار.

وفي ١٤ سبتمبر ١٩٩٦م، أجريت أول انتخابات عامة في البوسنة منذ ١٩٩٠م، فاز فيها حزب العمل الديمقراطي بقيادة علي عزت بيجوفيتش الذي أصبح رئيس الرئاسة الجماعية الثلاثية مع عضوين صربي وكرواتي. تخلى بيجوفيتش عن منصبه في عام ٢٠٠٠م، واكتفى بمنصب الرئيس الفخري حتى وفاته في عام ٢٠٠٣م.