كانت مدينة الدوحة حتى بداية القرن العشرين الميلادي قرية صغيرة يسكنها نحو ١٢.٠٠٠ نسمة من القبائل العربية، ومع تدفق عائدات النفط تزايدت الهجرة الداخلية أولا ثم الخارجية إلى المدينة، وارتفع عدد سكانها، بالإضافة إلى ضاحيتها الريان إلى ٤٤٦.٤٢٤ نسمة تعادل ٨٤% من إجمالي سكان البلاد في عام ١٩٩٢م. وتزامن مع هذه الزيادة الارتفاع الكبير في عدد الوافدين حتى أصبحوا يشكلون نحو ثلثي سكان المدينة، غالبيتهم من الآسيويين، من هنود وباكستانيين وإيرانيين وفلبينيّين، تليهم الجاليات العربية ثم الغربية. وقد ترتب على هذه الهجرة الكثير من المشاكل الاجتماعية منها: التعدد الثقافي في الشارع القطري، وظهور قيم جديدة تدعو لاحتقار العمل اليدوي، وأخيرا ظاهرة تحريف اللغة العربية من حيث النطق أو إدخال الكلمات الأجنبية عليها.
والإسلام هو دين سكان هذه المدينة حيث ينتشر أكثر من ٥٠٠ مسجد في الدوحة والريان وأكثرها حداثة مسجد عمر ومسجد أبي بكر. كما ينتمي بعض الوافدين إلى ديانات آسيوية وإلى النصرانية بكنائسها المختلفة.
ويتوزع سكان الدوحة على العديد من الأحياء الأفقية مع بعض البنايات الرأسية وأشهرها: منطقة الخليج العربي (تعرف باسم الدفنة لأنها ردمت من البحر) والدوحة الجديدة وحي الغانم الجديد والمنصورة الجديدة ومدينة خليفة والمطار القديم والجديد والمتنزه والسّلطة والسودان وكليب والحي الدبلوماسي وغيرها.
والدوحة تعتبر المركز التعليمي والثقافي الأول في البلاد، ففيها جامعة قطر وكلية للطيران المدني، ومبنى التلفزيون والإذاعة، ومكتبة الشيخ علي، ودار الكتب القطرية وهي مكتبة مركزية لها فروع بالمدينة. ويعتبر نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي معلما ثقافيا مهما بالإضافة إلى مسرح قطر الوطني ومسرح الدوحة بليرز الذي يقدم أعماله باللغة الإنجليزية.