للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالأمر بالانتشار في الأرض قرنه سبحانه بالفريضة التي هي عماد الدين، وفتح الأنظار للاتجاه إليه والأخذ كمقوم للحياة ترتكز عليه، وجاء في الحديث: «ما أكل أحد طعاما خيرا له من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده (١)»، وفي حديث آخر يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لفقير جاء يطلب مددا من المال: «لئن يحتزم أحدكم حزمة من حطب فيحملها على ظهره فيبيعها خير له من أن يسأل رجلا يعطيه أو يمنعه (٢)».

هذه مقدمة وضعناها بين يدي بحث اليوم لنركز في الأذهان أن الربا تبطل وقعود عن الكسب المشروع، واستمراء لحياة رتيبة لا نصب فيها ولا كد ولا عناء أو جهد، بل يعيش صاحبها على حساب الآخرين يأكل كسبهم ويمتص نشاطهم، ويجعلهم كالأجراء يعملون له، وليتهم يأخذون أجرا على عملهم، وإنما يأكلون من فتات المائدة لو فضل من المائدة فتات، وسوف نسير - إن شاء الله - في كتابة هذا البحث على المخطط الذي رسمناه له على ضوء الكتاب والسنة، فنبدأ أولا بتعريف الربا لغة وشرعا، (٢) الربا في آي الكتاب العزيز، (٣) الربا في السنة، (٤) حكم الربا في الإسلام، ويشتمل هذا المبحث على: -

أ - مضار الربا.

ب - تحريم الربا.

ج - أنواع الربا وحكم كل نوع.

د - وسائل القضاء على الربا ويتفرع عنه ما يأتي:

١ - القرض الحسن.

٢ - الحض على التعاون لصالح الفرد والمجتمع، وهذا التعاون يترجم عنه التعاون الصناعي والتعاون الزراعي التعاون الاجتماعي.

٣ - خطر الربا الاستهلاكي والإنتاجي.

٤ - خاتمة.


(١) أخرجه أحمد، ج٤ ص ١٣١، والبخاري ج ٣ ص ١٢١.
(٢) البخاري، ج٣ ص ١٢١، ومسلم ج٢ ص ٧٢١ واللفظ له.