لم تكن العقبة حتى أواخر الأربعينيات من القرن العشرين سوى قرية صغيرة تضم بضع مئات من السكان الذين يعيشون على صيد الأسماك ويزرعون بعض الخضراوات بين أشجار النخيل، ولكن منذ أن تم تأسيس ميناء العقبة في أوائل الخمسينيات أخذت العقبة تشهد تطورا عمرانيا ملحوظا، إذ توسعت المدينة نحو الشمال ليغطي العمران جزءا من وادي عربة المطل على رأس خليج العقبة. وقد امتدت المباني السكنية إلى الشمال من وسط المدينة، وتحيط بها مناطق خضراء من الجهتين الشمالية والشرقية.
تمتد المنطقة الصناعية في جنوب الميناء حتى الحدود السعودية. ويعمل نحو نصف القوى العاملة في أعمال الميناء من شحن ونقل وتخزين، ويأتي قطاع الإنشاءات في المرتبة الثانية وقطاع الصناعة في المرتبة الثالثة من حيث فرص العمل، إذ أقيمت في العقبة مصانع الأسمدة والأخشاب والتعدين ومحطة الطاقة، ويحتل قطاع الخدمات بما فيها السياحة والمطاعم والفنادق والتجارة المرتبة الرابعة من إجمالي العمالة.
أما قطاع الزراعة وصيد الأسماك، فقد توارى نشاطهما في الظل وتضاءلت أهميتهما في الوقت الحاضر. وفيما يتعلق بحركة ميناء العقبة يمكن القول إن عدد السفن التي زارت الميناء بلغ ٢,٤٣٠ باخرة في عام ١٩٩٢م، وإن مجموع وزن البضائع المصدرة والمستوردة بلغ ١٣٤ مليون طن في العام نفسه، وإن إجمالي عدد القادمين والمغادرين للميناء بلغ ٦٥٠,٣٥٦ و٥٦١,٢٧٩ نسمة على التوالي.