للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يشكّل المسلمون أكثر من ٩٠% من مجموع سكان القاهرة، أما النسبة الباقية (أقل من ١٠%) فمعظمهم من النصارى الأورثوذكس، ونسبة قليلة منهم كاثوليك وبروتستانت. أما اليهود، فقد غادر غالبيتهم المدينة بعد عام ١٩٥٧م، ولم تعد لهم بقية في القاهرة سوى بعض الأثار التي يأتي في مقدمتها معبدهم في شارع عدلي في قلب القاهرة ومدافنهم الخاصة في حي البساتين.

بنيت القاهرة الحديثة قرب موقع مدينة ممفيس القديمة التي شيّدت نحو عام ٣١٠٠ ق. م، وكانت بذلك أول عاصمة لمصر القديمة. وعندما دخل العرب مصر عام ٢٢هـ، ٦٤٢م، أقامت وحدات الجيش العربي معسكرا لها جنوبي الموقع الحالي للقاهرة حيث شيدوا بجواره بعد ذلك وبصورة متدرّجة العديد من المساكن والمساجد، ويعد مسجد عمرو بن العاص أول وأكبر هذه المساجد، والقصور وهي النطاق العمراني الذي عرف بمدينة الفسطاط التي كانت أول عاصمة إسلامية لمصر.

ويعتقد أن القاهرة سمّيت بهذا الاسم نسبة إلى نجم القاهر الذي ظهر في السماء عندما بدئ في بناء المدينة، وتلى ذلك تشييد الفاطميين للجامع الأزهر الشريف الذي أصبح أمل الراغبين في دراسة العلوم الإسلامية من كافة دول العالم الإسلامي. ووسع السلطان صلاح الدين الأيوبي مؤسس الدولة الأيوبية في مصر (٥٦٧ - ٦٤٨هـ، ١١٧١ ١٢٥٠م) من النطاق العمراني للقاهرة وبنى قلعته (قلعة صلاح الدين الأيوبي) في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي. وفعل المماليك نفس الشيء، حيث اتسع عمران المدينة خلال فترة حكمهم الطويلة (٦٤٨ - ٩٢٣هـ،١٢٥٠ - ١٥١٧م) وشيّدوا فيها العديد من القصور والمساكن الفاخرة والمساجد الجميلة التصميم والتي لا يزال العديد منها باقيا حتى الآن. وتركت فترة الحكم التّركي على مصر (٩٢٣ - ١٢٩٩هـ، ١٥١٧ - ١٨٨٢م) بصماتها في بعض مساكن المدينة، بالإضافة إلى مسجد محمد علي باشا الذي بني على طراز المساجد التّركية التاريخية الموجودة في إسطنبول بتركيا.