وأول ما اختط في الكوفة مسجدها على بعد ٥/ ١ كم من الفرات في الجهة الغربية من الكوفة وهو اليوم يتألف من أربعة جدران مدعومة بأبراج نصف دائرية يبلغ عددها ٢٨ برجا وفي ساحته عدة مقامات منها، مقام النبي إبراهيم (ع)، ومقام الخضر (ع)، ومقام بيت ألطشت، ودكة القضاء، ومقام النبي (ص)، ومقام الإمام جعفر الصادق (ع)، ومقام آدم (ع)، ومقام جبرائيل (ع)، ومقام الإمام زين العابدين (ع)، وفي صدر الجدار القبلي للمسجد يقع محراب المسجد الذي ضرب فيه الإمام (ع) وهو مزخرف بالقاشاني وفي وسطه مشبك نحاسي. وفي وسط المسجد منفذ يؤدي إلى سرداب يعرف ب (سفينة نوح أو التنور).
ظلت الكوفة مركزا من مراكز الثقافة والعلم في القرنين الثاني والثالث الهجريين، ومشعلا حضاريا في كافة فروع العلم. نشطت الحركة الفكرية في الكوفة جنبا إلى جنب مع البصرة، فكانت ملتقى علماء اللغة والنحو وإحدى مدرستين أو مذهبين في هذا المجال عرفت بمدرسة الكوفة. وكانت من المدن التي اتخذتها الدولة الإسلامية مراكز جديدة تقيم فيها حاميات عسكرية لحماية حدود الدولة ولاستتباب الأمن، ثم تطورت هذه المدن بعد ذلك وأصبحت مراكز حضارية ومواطن لحياة مدنية نشيطة.