للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تزدهر الحياة البحرية في أجزاء كثيرة من المحيط الهادئ، إذ يجرف التيار ملايين الكائنات الحية الدقيقة قريبا من سطح الماء، كما أن الثدييات البحرية، مثل الدلافين، والفقم، والحيتان تستنشق الهواء عند السطح، وتغوص تحت الماء بحثا عن الطعام، وتعيش آلاف الأنواع من الأسماك في مياه المحيط، وتشتمل الحيوانات التي تعيش في قاع المحيط على المرجان والمحاريات والديدان، وينمو العشب البحري عند القاع في المياه الضحلة.

ويعطي المحيط الهادئ سنويا ٤٩% من إجمالي إنتاج العالم من الأسماك والمحاريات، وهو يعادل نحو ٥٢ مليون طن متري، ويتم صيد نحو نصف هذه الكمية شمال غربي المحيط بالقرب من الصين واليابان وروسيا، وتضم مناطق الصيد الرئيسية الأخرى مرتبة حسب كمية ما توفره من الغذاء البحري المياه القريبة من أمريكا الجنوبية، وأستراليا، وجنوب شرقي آسيا، وأمريكا الشمالية.

وتشتمل منتجات المحيط الهادئ الأخرى على اللؤلؤ، وجلد الفقم والعشب البحري الذي يستخدم سمادا، والأسماك الاستوائية التي تربى في المزارع المائية الاستوائية.

وقد مكّن جهاز السونار وغيره من الأجهزة الكهربائية راسمي الخرائط من رسم خرائط لكثير من معالم قاع المحيط الهادئ بحلول عام ١٩٧٠م. ومنذ العقد الأول من القرن العشرين أخذ علماء البحار يراقبون قاع المحيط من خلال مراكب غطس متعددة الأنواع.

منذ ستينيات القرن العشرين، يذكر علماء البحار والبحارة في تقاريرهم أن أجزاء كبيرة من المحيط تلوثها الفضلات التي تحتوي على مياه الصرف الصحي التي تحملها الأنهار إلى البحر، والمبيدات الحشرية التي تحملها الرياح، ومخلفات ناقلات النفط.

في عام ١٩٨٢م، تبنّت الأمم المتحدة قانون المعاهدة البحرية، التي تنص على الحد من تلوث المحيطات، وتنظم عمليات الصيد والتعدين في البحار، وترسم حدود المياه الإقليمية.

وفي عام ١٩٩٤م، صدقت أكثر من ٦٠ دولة على المعاهدة وأصبحت سارية المفعول.