قال حمزة: اسم المدائن بالفارسية توسفون وعربوه على الطيسفون والطيسفونج، وإنما سمتها العرب المدائن لأنها سبع مدائن بين كل مدينة إلى الأخرى مسافة قريبة أو بعيدة وآثارها، وأسماؤها باقية، وهي أسفابور ووه أردشير، وهنبو شافور ودرزنيدان ووه جنديوخسره ونونيافاذ وكرادفاذ فعرب أسفابور على أسفانبر، وعرب وه أردشير على بهرسير، وعرب هنبوشافور على جنديسابور، وعرب درزنيدان على درزيجان، وعرب وه جنديو خسره على رومية، وعرب السادس والسابع على اللفظ.
فلما ملك العرب ديار الفرس واختطت الكوفة، والبصرة انتقل إليهما الناس عن المدائن، وسائر مدن العراق، ثم اختط الحجاج واسطا، فصارت دار الإمارة، فلما زال ملك بني أمية اختط المنصور بغداد، فانتقل إليها الناس، ثم اختط المعتصم سامرا، فأقام الخلفاء بها مدة، ثم رجعوا إلى بغداد، فهي الآن أم بلاد العراق.
فأما في وقتنا هذا فالمسمى بهذا الاسم بليدة شبيهة بالقرية بينها وبين بغداد ستة فراسخ وأهلها فلاحون يزرعون ويحصدون، والغالب على أهلها التشيع على مذهب الإمامية، وبالمدينة الشرقية قرب الإيوان قبر سلمان الفارسي رضي الله عنه، وعليه مشهد يزار إلى وقتنا هذا.
والمدائن أيضا اسم قريتين من نواحي حلب في نقرة بني أسد إليها فيما أحسب، ينسب أبو الفتح أحمد بن علي المدائني الحلبي.