للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والوعيد عليه ونردف ذلك بما ورد في السنة النبوية في موضوع الربا ولن نستعرض كل الأحاديث الواردة في ذلك وإنما نكتفي منها بما يلي:

١ - حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اجتنبوا السبع الموبقات قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات (١)» رواه البخاري ومسلم.

الشرح

قوله (اجتنبوا) أي: أبعدوا وهو أبلغ من قوله دعوا واتركوا لأن النهي عن القربان أبلغ كقوله: {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} (٢) قوله: الموبقات أي: المهلكات وسميت هذه موبقات لأنها تهلك فاعلها في الدنيا بما يترتب عليها من العقوبات وفي الآخرة من العذاب، وفي حديث ابن عمر عند البخاري في الأدب المفرد والطبري في التفسير وعبد الرزاق مرفوعا وموقوفا قال: «الكبائر تسع وذكر السبعة المذكورة وزاد والإلحاد في الحرم وعقوق الوالدين (٣)» إلى آخر ما أفاض فيه شارح الحديث في تعداد الكبائر، قوله: (الشرك بالله) هو أن يجعل لله ندا يدعوه ويرجوه ويخافه كما يخاف الله. بدأ به لأنه أعظم ذنب عصي الله به في الأرض كما في الصحيحين عن ابن مسعود «سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك (٤)» الحديث، وأخرجه الترمذي بسنده عن صفوان بن عسال ثم أورد الحديث بتمامه وقال: صحيح.

قوله: (السحر) السحر في اللغة عبارة عما خفي ولطف سببه، وقال في الكافي: السحر عزائم ورقى يؤثر في القلوب والأبدان إلى آخر ما أفاض فيه الشارح يرحمه الله، قوله: (وقتل النفس التي حرم الله) أي حرم الله قتلها وهي نفس المسلم المعصوم. (إلا بالحق) أي: بأن تفعل ما يوجب قتلها، قوله: (وأكل الربا) تناوله بأي وجه كان كما قال تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} (٥) الآيات من سورة البقرة، قال ابن دقيق العيد: وهو مجرب لسوء الخاتمة نعوذ بالله من ذلك وأكل مال اليتيم يعني التعدي فيه وعبر بالأكل لأنه أعم وجوه الانتفاع، قوله: (والتولي يوم


(١) صحيح البخاري الوصايا (٢٧٦٧)، صحيح مسلم الإيمان (٨٩)، سنن النسائي الوصايا (٣٦٧١)، سنن أبو داود الوصايا (٢٨٧٤).
(٢) سورة الأنعام الآية ١٥١
(٣) سنن أبو داود الوصايا (٢٨٧٤).
(٤) صحيح البخاري تفسير القرآن (٤٤٧٧)، صحيح مسلم الإيمان (٨٦)، سنن الترمذي تفسير القرآن (٣١٨٣)، سنن النسائي تحريم الدم (٤٠١٤)، سنن أبو داود الطلاق (٢٣١٠)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٤٣٤).
(٥) سورة البقرة الآية ٢٧٥