واتخذت هذه المدرسة مقرا للمجمع العلمي بدمشق سنة ١٩١٩ ميلادي، وهو مجمع اللغة العربية اليوم قبل ان تضم للبناء المجاور لها ويصبح البناءان المكتبة الظاهرية حيث إن البناء الثاني وهو المدرسة الظاهرية شيد سنة ٥٦٨ هجري وينسب إلى الملك الظاهر الذي كان يرغب في بناء مدرسة في هذا المكان مشابه لظاهرية القاهرة، ولكنه مات مسموما قبل أن ينفذ رغبته، ونفذها عنه ابنه الملك السعيد سنة ٦٧٦ هجري وكانت تدرس المذهب الحنفي.
وتعتبر المكتبة الظاهرية من الابنية التاريخية التي ما زالت تحتفظ بالكثير من النقوش والكتابات على جدرانها وأبوابها، ولعل واجهتي الظاهرية من أجمل ما بنى المماليك، فهما مشيدتان بالأحجار المنحوتة وفي أعلاهما كوى مستديرة تحيط بها زخارف هندسية.
أما المدخل الرئيسي فهو مبني بأحجار بيضاء وصفراء، أما قاعة الضريح للظاهر بيبرس التي أقيمت حولها خزائن الكتب فهي مربعة الشكل وتكسو جدرانها زخارف مرمرية ملونة من الفسيفساء الزجاجية، كما تزدان أقواس الشبابيك بالفسيفساء.
وتضم المكتبة ثلاث قاعات: قاعة الأمير مصطفى الشهابي وقاعة الشيخ طاهر الجزائري وقاعة خليل مردم ويؤم المكتبة الطلاب من المرحلة الاعدادية حتى الجامعية، أما قاعة مردم فهي خاصة بالباحثين والمؤلفين حيث توضع تحت تصرفهم كافة المراجع والمخطوطات والكتب القيمة لإنجاز أبحاثهم.
ويبلغ رواد المكتبة في العام الواحد وسطيا حوالي ٤٥ ألف طالب علم وتبلغ عدد الكتب المعارة في السنة الواحدة ٣٠ ألف كتاب ويزورها سنويا سياح عرب وأجانب يبلغ عددهم وسطيا ٥٠٠٠ سائح.
كما بلغ عدد الكتب الموجودة في المكتبة الظاهرية ٧٢ ألف كتاب وما يقرب من ٨٥ الف مجلة مقسمة الى اصول وفروع حسب علاقتها بذلك الاصل، وهذه الأصول عبارة عن ثمانية عشر صنفا تضم ٥٣ فرعا جميعها في الخزائن.