اعتبرت مدينة برلين حالة خاصة، ولذلك تمّ تقسيمها بين الحلفاء الأربعة على الرغم من وقوعها كليا داخل ألمانيا الشرقية. لذلك كان لابد من الاتفاق على تحديد ممرات برية وجوية تربط قطاعات برلين الغربية بألمانيا الغربية، ثمّّ بالعالم الغربي. هذا الوضع أدى إلى تعقيدات كثيرة في الفترة التي أعقبت الحرب، إذ قامت ألمانيا الشرقية عدة مرات بقطع بعض تلك الممرات، وإحداث حصار بريّ لبرلين الغربية كان هدفه الأساسي وقف هروب الألمان الشرقيين إلى الدول الغربية. ولتحقيق ذلك الهدف بكفاءة أكثر، قررت حكومة ألمانيا الشرقية بناء سور برلين، وبدأ البناء فعليا في ١٣ أغسطس ١٩٦١م. لكن في نوفمبر ١٩٨٩ م، أعلنت حكومة ألمانيا الشرقية إنهاء كل الإجراءات المتعلقة بمنع السفر والهجرة إلى الدول الغربية، وتم بذلك فتح سور برلين أمام الراغبين في العبور.
تطورت الأحداث بعد ذلك بشكل إيجابي وانتهت بإعلان إعادة توحيد ألمانيا في أكتوبر ١٩٩٠م، وأصبحت هناك دولة ألمانية واحدة، تدير شؤونها حكومة واحدة، وتتخذ من مدينة برلين عاصمة رسمية للدولة الجديدة.
أصبحت برلين الغربية مدينة حديثة تجتذب آلاف الزوار، وتتوسطها بوابة براندنبرج التي تعتبر رمزا تاريخيا للمدينة، ولقد تم بناء تلك البوابة بين عامي ١٧٨٨ - ١٧٩١م.
بعد تقسيم برلين، تبنت ألمانيا الغربية نظام الاقتصاد الحر، بينما تبنت ألمانيا الشرقية النظام الاشتراكي الخاضع تماما لسيطرة الدولة. وانتعشت برلين الغربية بسرعة شديدة، وأصبح اقتصادها مزدهرا جدا مع نهاية الخمسينيات من القرن العشرين. وعلى نقيض ذلك، انخفضت مستويات الحياة في برلين الشرقية، وبمرور الزمن ازدادت الشّقة بين برلين الغربية والشرقية، وزادت الفروقات في مستويات المعيشة. لكن تغيّر الموقف كثيرا بعد إعادة توحيد ألمانيا، وظهر الكثير من النتائج الإيجابية لتوحيد اقتصاد الدولة بشقيها الغربي والشرقي.