يرجع تاريخ مصر إلى ما قبل خمسة آلاف سنة؛ أي إلى نحو عام ٣١٠٠ق. م. وهي تعدّ بذلك من أطول الحضارات البشرية عمرا وأكثرها امتدادا عبر التاريخ. أطلق أهل مصر القديمة على بلادهم اسم كيميت، وتعني الأرض السوداء كناية عن وفرة الرواسب الطينية التي يرسبها النيل على جانبي مجراه وفي دلتاه خلال مواسم فيضانه، والتي أسهمت في خصوبة التربة وتجددها كل عام. وأضافت الحضارة المصرية القديمة الكثير إلى التراث الإنساني العالمي؛ فقد شهد وادي النيل إنشاء أول سلطة مركزية في التاريخ، بالإضافة إلى معرفة الكتابة والمساهمة في ابتكار عديد من العلوم منها الحساب والهندسة والطب والفلك، ومعرفة التقويم، والتفكير في البعث بعد الموت والثواب والعقاب. وهو ما دفع ملوكهم إلى بناء المعابد والمقابر المذهلة ومنها الأهرامات، إلى جانب معرفة طرق تحنيط جثث الموتى والتي مازالت أسرارها غير معروفة حتى الآن.
بظهور الإسلام وانتشار نوره في الجزيرة العربية بعث في العرب المسلمين روحا جديدة أسهمت في الاندفاع نحو إعلاء راية التوحيد والدعوة لدين الحق. وكان دخول العرب مصر بقيادة عمرو بن العاص إعلانا بانتهاء فترة خضوع البلاد للإمبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية)، حيث دخلوا الإسكندرية عام٢٢هـ، ٦٤٢م وكانت عاصمة مصر آنذاك. وعسكرة قوات المسلمين بقيادة عمرو بن العاص في مكان يشكل حاليا جزءا من القاهرة، وتم فيه بناء مسجد عمرو بن العاص. وأصبحت مصر تشكل جزءا مهما من الدولة الإسلامية التي حكمها الخلفاء الراشدون ثم الخلفاء الأمويون من دمشق وتلاهم الخلفاء العباسيون الذين حكموا دولة المسلمين من بغداد.