للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر القرآن الكريم قصة سبأ في أكثر من موضع، فحكى ما كانوا فيه من النعيم، إذ كانوا في أخصب البلاد وأطيبها، وذكر سد مأرب الذي أقامته ملكتهم بلقيس، ولكنهم بطروا وكفروا النعمة وطغوا، وكانوا مجوسا يعبدون الشمس فأرسل الله لهم الرسل فلم يهتدوا، فأرسل عليهم سيل العرم فهدم السد وشرّدهم جزاء بما كانوا يعملون، يقول الله تعالى: ? لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور ? سبأ: ١٥ - ١٧، وكذلك وردت في القرآن قصتهم وقصة ملكتهم بلقيس مع سليمان عليه السلام في سورة النمل.

ووافقت الآثار التي وجدت في سبأ ما ذكره القرآن الكريم من أن السبئيين ضربوا بسهم وافر في التقدم الزراعي وفي هندسة الري، كما كانوا متقدمين في الهندسة المعمارية، ونجح هؤلاء القوم في بناء سد مأرب في مملكتهم، لحفظ مياه الأمطار التي كانت تجري في أراضيهم دون الإفادة منها، فأصبحوا يستغلونها في الري بفضل السد والقنوات التي ساعدتهم على توزيع تلك المياه، ويعتقد بأن هذا السد أقيم في نحو عام ٦٥٠ق. م، وببناء السد أخذ ملوك الدولة ينظمون توزيع الأراضي والري وتطوير الزراعة.

وقد خلّفت مملكة سبأ حضارة لها مكانتها من حيث البنيان، سواء في المعابد ذات الحجارة المصقولة المنحوتة أو الهندسة المعمارية أو الزراعية، وكانت هذه الآثار تدل على مدى ما وصلت إليه الحضارة العربية من تطور في جنوب شبه جزيرة العرب.

المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية