وقد جلب نفوذ الصين شيئا من الوحدة للحياة في شرقي آسيا، وفي أواخر القرن العشرين، نجد المنطقة وقد انقسمت على نفسها انقساما خطيرا حول أمور سياسية واقتصادية. فالصين واليابان، وهما أكبر دولتين بشرقي آسيا تتبعان أنظمة سياسية واقتصادية متعارضة تماما؛ إذ تحكم الصين حكومة شيوعية، ولا يمتلك شعبها حرية سياسية، بينما تعمل اليابان في ظل مبادئ حكم ديمقراطي، ويتمتع شعبها بحرية كبيرة. ويتركز اقتصاد الصين في الزراعة، وقد أولى اهتماما كبيرا بالصناعة في السنوات الأخيرة، وهو اقتصاد نشط ينمو بسرعة. وتعد اليابان من الدول الصناعية الرئيسية، والزراعة بها أكثر تقدما من أي قطر آسيوي آخر. ويحظى اليابانيون بمستوى معيشة من أعلى المستويات في العالم.
السكان: يصنف معظم سكان شرقي آسيا على أنهم آسيويون حسب نظام الأجناس الجغرافي. وتشمل سماتهم البدنية بشرة تميل إلى الصّفرة وأخرى تضرب إلى السّمرة، وشعرا أسود مسترسلا وعينين منحرفتين.
بدأت أول حضارة بشرقي آسيا في الصين. واليوم يكوّن أحفاد الصينيين الأوائل أغلبية السكان في كل الصين ما عدا أقصى الشمال والغرب، كما يكوّنون أغلبية أهل تايوان. أما الكوريون فهم شعب قديم، وخضعوا كثيرا للحكم الصيني. وكان هناك أناس يدعون الإينو يعيشون بين السكان الأوائل في الجزر التي تكوّن اليابان حاليا. ولكن معظم شعب اليابان اليوم ينحدر من الشعوب الآسيوية التي استقرت في ذلك القطر منذ حوالي ٢٠٠٠ سنة.